الجمعة، 28 جمادى الثانية 1447 ، 19 ديسمبر 2025

الكذب في الإسلام: متى يكون مباحًا ومتى يتحول إلى ضرر؟

545442087_674563545672654_8771885934239359662_n
الكذب في الإسلام
أ أ
techno seeds
techno seeds
أكد الدكتور يسري جبر، عالم الأزهر الشريف، أن الأصل في الكذب أنه محرم ومن الكبائر، مؤكدًا أن الإيمان يتناقص بقدر ما يقع الإنسان في الكذب.

لكنه أشار إلى أن هناك حالات محددة يجوز فيها الكذب شرعًا، مثل الإصلاح بين الناس وحماية الآخرين من الضرر، وفق ضوابط دقيقة تضعها الشريعة الإسلامية.

التعريف الشرعي للكذب وأنواعه

أوضح جبر أن الكذب شرعًا هو الإخبار بما يخالف الواقع مع العلم بخلافه، أما الخطأ غير المقصود فلا يعد كذبًا.

وأضاف أن الكذب في الإسلام يمكن أن يكون:الكذب بين الحرام والمباح في الشريعة الإسلامية

حرامًا عند الإضرار بالآخرين أو اختلاق الأكاذيب.
مكروهًا عند التظاهر بما ليس لديك أو المبالغة في الأمر.
مباحًا أو مستحبًا مثل الإصلاح بين المتخاصمين أو الحفاظ على المودة بين الزوجين.
واجبًا في حالات نادرة لحماية النفس أو دفع ضرر مؤكد عن مسلم.

الكذب الإصلاحي وسنة النبي صلى الله عليه وسلم

استشهد جبر بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"ليس الكذاب من يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيرًا"
موضحًا أن الغرض من هذا الكذب هو إزالة العداوة وإعادة النفوس للصفاء، بشرط أن يكون محدودًا وبقدر الحاجة دون مبالغة أو اختلاق.

التعريض كبديل شرعي للكذب

أكد جبر أن التعريض هو وسيلة شرعية لتجنب الكذب الصريح، عبر استخدام ألفاظ تحتمل أكثر من معنى. المتكلم يقصد بها معنى صحيحًا بينما قد يفهم السامع معنى آخر، وقد استخدمت هذه الطريقة في مواقف الأنبياء والرسل لتجنب الضرر دون ارتكاب الكذب الصريح.

تحذير من الكذب على الأطفال

حذر جبر من استخدام الكذب في تربية الأطفال، لأنه يغرس لديهم عادة عدم الصدق منذ الصغر، ويؤثر على تكوين شخصياتهم، مؤكدًا أن الصدق يجب أن يكون قاعدة تربوية أساسية منذ البداية.

اختتم الدكتور يسري جبر حديثه بالتأكيد على أن الصدق هو أساس الإيمان، وأن الكذب يُسمح به فقط في حالات محددة لخدمة الخير وإصلاح النفوس ودفع الضرر، مع مراعاة الضوابط الشرعية بدقة لضمان عدم تجاوز الحدود الشرعية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة