قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن آية {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله}، لم تكن مجرد توجيه لغوي أو سلوكي، بل كانت بمثابة تثبيت لعقيدة التعلق بإرادة الله، وخدمة عميقة لمعنى التوحيد في الإسلام.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الأربعاء، أن هذه الآية رسمت قاعدة عقائدية مهمة وهي "قاعدة الاستثناء"، مضيفًا: "الآية مش بس بتحط قاعدة لغوية.. دي خدمت العقيدة بشكل كبير، لأنها بتعلّق الإرادة الكاملة لله وحده، مش بالنفس ولا بالقدرة البشرية".
وأضاف: "ربنا سبحانه وتعالى لما نزل الآية، كان بيعلّم النبي والمؤمنين إنك ما تقولش (أنا هعمل كذا بكرة) إلا لما تقول (إن شاء الله)، لأن الفعل متعلق بمشيئة الله، مش بإرادة الإنسان وحده".
وأكد الجندي أن التدبر في هذه الآية يكشف أبعادًا إيمانية خطيرة، قائلاً: "دي مش مجرد مسألة أدب، دي مسألة عقيدة.. إنك تبقى دايمًا متعلق بالله في كل أمر، حتى في أبسط الحاجات اللي بتخطط لها".
ولفت إلى أن الواقعة التي نزلت فيها الآية أثبتت كذلك أن القرآن ليس من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا: "لو كان القرآن من عند النبي، كان ممكن يجاوب من نفسه ويخلص، زي مثل جُحا لما سألوا عن عدد النجوم فاخترع رقم وقال لهم: اللي مش مصدقني يطلع يعد! لكن الرسول انقطع عن الجواب، لأن الأمر مش بيده، وإنما بيد الله".
وأشار إلى أن تأخر نزول بعض الآيات، مثل براءة السيدة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، كان له نفس الدلالة، موضحا: "نزول الآيات تأخر أكثر من شهر، ليه؟ عشان يؤكد إن الرسول مش بيتصرف من نفسه، وإن القرآن ما بيتنزلش إلا بأمر ربنا، كما قال تعالى: (وما نتنزل إلا بأمر ربك)".