أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن أي حل حقيقي لقضايا الشرق الأوسط لا يمكن أن يمر إلا عبر البوابة المصرية، مشددًا على أن القاهرة أثبتت مكانتها كركيزة للاستقرار الإقليمي وفاعل أساسي في صياغة التوازنات الدولية.
وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الزيارة التاريخية التي قام بها ملك إسبانيا فيليب السادس إلى مصر تحمل دلالات سياسية واقتصادية وثقافية عميقة، حيث لم تقتصر على القضايا الإقليمية فقط، بل شملت توقيع 25 اتفاقية وبروتوكول تعاون في مجالات الطاقة والزراعة والاستثمار والتنمية، إلى جانب انعقاد منتدى الأعمال المصري – الإسباني الذي يفتح الباب أمام شراكات اقتصادية وتجارية واعدة بين البلدين.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية – الإسبانية دخلت مرحلة جديدة مع توقيع اتفاقية الشراكة من أجل التنمية، وهي الأولى من نوعها، لافتًا إلى أن حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر، الذي كان يقدر بـ900 مليون يورو، مرشح للتضاعف عدة مرات خلال الفترة المقبلة.
كما نوه العزبي بالدور الكبير الذي لعبته إسبانيا في دعم حزمة التمويل الأوروبية لمصر بقيمة 4 مليارات يورو، مؤكدًا أن ذلك يعكس الثقة الأوروبية المتزايدة في الاقتصاد المصري ورؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي للإصلاح والتنمية.
وتوقف العزبي أمام الرسائل الرمزية التي حملتها الزيارة، وفي مقدمتها زيارة الملك فيليب السادس وزوجته للأهرامات وأبو الهول وخان الخليلي والحسين، إضافة إلى العشاء الرسمي الذي أقيم لهما في منطقة الأهرامات، معتبرًا أن هذه المشاهد تمثل أبلغ دعاية للسياحة المصرية، وتفوق في تأثيرها أي حملة ترويجية تقليدية.
وختم العزبي تصريحه بالتأكيد على أن زيارة ملك إسبانيا لمصر تمثل اعترافًا دوليًا بمكانة القاهرة المحورية، وأنها تجسد انتقال العلاقات المصرية – الأوروبية إلى مستوى الشراكة الندية التي تقوم على التوازن والاحترام المتبادل، بما يعزز الدور المصري كركيزة للاستقرار وحل النزاعات في المنطقة.
