السبت، 24 محرم 1447 ، 19 يوليو 2025

رئيس جامعة الأزهر فرض الحج ورد في آيتين فقط من سورة آل عمران لخصوصية التوحيد فيها

الدكتور سلامة داود
الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن الحديث عن الحج في سورة آل عمران جاء في آيتين فقط رغم أن السورة لم تتناول تفاصيل شعائر الحج كما ورد في سور أخرى كالبقرة والمائدة والحج، إلا أن فرضية الحج وردت تحديدًا في قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}.

وأضاف رئيس جامعة الأزهرالشريف،  خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت: "هذا يثير سؤالًا مهمًا: لماذا فُرض الحج في سورة آل عمران تحديدًا، ولم يُذكر فرضه في السور التي تحدثت مطولًا عن الحج؟ وقد قرأت كثيرًا في أقوال العلماء ولم أجد إجابة حاسمة، لكن اجتهدت بأن ذكر البيت الحرام في هذه السورة باعتباره أول بيت وضع للناس يناسبه أن يُذكر فيه فرض الحج، لأنه أول بيت وُضع لعبادة الله وتوحيده".

وأشار إلى أن سورة آل عمران من السور التي تقوم على إثبات التوحيد والوحدانية، فافتتحت بقوله تعالى:
{الم  الله لا إله إلا هو الحي القيوم}،

وهو افتتاح فريد في القرآن لم يرد في أي فاتحة سورة أخرى، مضيفا أن هذا يتسق مع جوهر الحج الذي يقوم على التوحيد الخالص لله، فقال: "فالسورة قائمة على التوحيد، والحج معلم من معالم التوحيد، فناسب أن يُفرض في هذه السورة تحديدًا".

وأوضح الدكتور سلامة داود ملمحًا آخر في تعبير القرآن عند الحديث عن الكعبة، قائلاً: "القرآن الكريم استخدم في سورة آل عمران لفظ وُضع في قوله: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين}، ولم يستخدم كلمة بُني أو أُسس كما في قوله: {لمسجد أُسس على التقوى}، لأن لفظ وضع فيه شدة وقوة تناسب قوة فرض الحج في السورة، وهذا التعبير خاص بالبيت الحرام ولا يُقال عن أي مسجد آخر في الدنيا أنه وُضع، وإنما هذا وصف خاص بالبيت الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لعبادته وحده لا شريك له".

وأكد على أن هذه المناسبات الدقيقة بين التوحيد والحج في السورة تحتاج إلى مزيد من التدبر والاجتهاد لفهم أسرار الترتيب القرآني وتشريعاته.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة