أكدت شيماء سيد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن ظاهرة العنف ضد المرأة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في بعض المناطق خلال الفترة الأخيرة، بينما استقرت في مناطق أخرى، وفقًا لما ترصده وحدات المرصد.

وأوضحت، خلال حوارها مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن مرصد الأزهر يعمل بـ 13 لغة، من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية، إضافة إلى اللغات الشرقية مثل الفارسية والتركية والأردية والعبرية، مشيرة إلى أن كل وحدة ترصد شكل العنف المنتشر في المناطق المرتبطة باللغة التي تعمل بها.

وأضافت أن المقارنات بين المناطق المختلفة تكشف بوضوح أن بعض الدول تشهد زيادة فعلية في معدلات العنف، بينما يحافظ بعضها على مستويات ثابتة. واستشهدت بالإحصاءات العالمية التي تشير إلى أن امرأة من كل ثلاث نساء تتعرض للعنف، وأن نحو 840 مليون امرأة حول العالم مررن بتجربة العنف ولو مرة واحدة في حياتهن.

وأوضحت الباحثة أن طبيعة العنف تختلف من مكان لآخر؛ ففي الدول الغربية مثلًا، تُظهر عمليات الرصد أن النساء المهاجرات المحجبات يعانين من أشكال عنصرية واضحة، خاصة في المناطق التي ينشط فيها اليمين المتطرف، حيث رصد المرصد اعتداءات تتراوح بين الركل والبصق ومحاولات دفع بعض النساء تحت عجلات القطارات.

وأكدت أنها، عقب رصد هذه الحوادث، تعمل على إصدار إدانة واضحة لها، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية تزيد من حماية المرأة في تلك المجتمعات، بما يحفظ التعايش السلمي، ما دامت المرأة لا تخالف القانون وتتمسك بهويتها.

وفي المقابل، أشارت إلى أن أشكال العنف في بعض الدول الإسلامية تختلف تمامًا، إذ يتركز جانب منها في حرمان المرأة من التعليم أو العمل، إضافة إلى المشكلات الأسرية وعلى رأسها الزواج الإجباري، مؤكدة أن هذا الملف يشكل خطرًا كبيرًا على الفتيات.

وقالت إن الإحصاءات العالمية تشير إلى أنه كل دقيقتين يتم تزويج فتاة قاصر بشكل إجباري، وهو ما يفتح الباب أمام سلسلة من الأزمات، خاصة مع انتشار الزواج غير الموثق في بعض المناطق، مما يعرض الفتاة لاحقًا لمشكلات قانونية ونفسية واجتماعية كبيرة، وكذلك يعرض أطفالها لمعاناة مستمرة.