الجمعة، 11 ربيع الثاني 1447 ، 03 أكتوبر 2025

عالم بالأوقاف: الوطنية الصادقة لا تنفصل عن الدين.. وعبارة الغزالي تصلح شعاراً لعصرنا

الدكتور إبراهيم المرشدي أحد علماء وزارة الأوقاف
الدكتور إبراهيم المرشدي
أ أ
techno seeds
techno seeds
أكد الدكتور إبراهيم المرشدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الوطنية الصادقة تعني حب الإنسان لبلده، والدفاع عنه، والسعي لنفعه، والفرح بكل ما يجلب الأمن والسرور لأهله، موضحاً أن هذا هو الميزان الصحيح لمعنى الوطنية المشتقة من "الوطن".

وأوضح العالم بوزارة الأوقاف، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الوطنية ليست شعوراً مرتبطاً بمكاسب شخصية أو ظروف معيشية، وإنما هي ارتباط فطري وروحي بالبلد مهما كانت التحديات.
 وضرب مثالاً بسيدنا بلال رضي الله عنه، الذي ظل يحن إلى مكة رغم ما تعرض له فيها من تعذيب واضطهاد، وكذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي اشتاق إلى مكة عند هجرته، رغم ما كان فيها من شرك واضطهاد للمسلمين.

وأشار المرشدي إلى أن الوطنية الحقيقية تختلف تماماً عن "التعصب الأعمى" الذي يضع الوطن فوق القيم والمبادئ، ويجعله بديلاً عن الدين، مؤكداً أن هذا انحراف خطير، لأن الدين والوطن لا يتضادان أبداً، بل يتكاملان.

وأضاف أن بعض التيارات المعاصرة تحاول رفع الوطنية لتكون أعلى من الدين، بحيث تُقدَّم على القيم والعبادات، وهذا فهم مرفوض، مشدداً على أن حب الوطن في الإسلام لا يتناقض مع الإيمان، بل يقوم على التكامل بين الدين والدولة.

واستشهد المرشدي بعبارة عظيمة للإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي (توفي 505هـ)، تصلح – على حد وصفه – أن تكون شعاراً لكل إمام وخطيب في هذا العصر، وهي: "لا يكمل الدين إلا بالدنيا، والدين والملك توأمان، الدين أصل والسلطان حارس، وما لا أصل له فمهدوم، وما لا حارس له فضائع".

وأوضح أن هذه العبارة تلخص التوازن المطلوب؛ فالدين هو الأصل الذي تُبنى عليه القيم، والسلطان أو الدولة هي الحارس الذي يحميها ويقيمها، فلا تقوم دولة بلا قيم ودين، ولا يستقيم دين بلا دولة تحميه وتنشره وتدافع عنه.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة