قال الدكتور نور أسامة، عضو المجلس القومي للطفولة والأمومة، إن فكرة الانتصار بأي ثمن ليست دليلًا على النجاح، موضحًا أن الحكمة الحقيقية هي في التراجع في الوقت المناسب عندما تكون الخسائر أكبر من المكاسب.
وأضاف الدكتور نور، خلال حلقة برنامج "سلوكياتنا"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الحيوانات تتعامل بفطرة دقيقة في حساب المكسب والخسارة، فمثلًا الأسد أو النمر يتوقف عن مطاردة فريسته إذا شعر أن الجهد المبذول لا يساوي قيمتها الغذائية، مشيرًا إلى أن الإنسان عليه أن يتعلم من ذلك وأن يوازن بين ما يبذله وبين ما سيجنيه.
وأكد أن الإصرار على مطاردة أمور بلا قيمة حقيقية يرهق النفس ويهدر الوقت والطاقة، مستشهدًا بحالات مثل موظف يتمسك بوظيفة تفقده فرصًا أفضل، أو معلم يقاضي مديره لمجرد الرغبة في الانتصار، لا لحاجة حقيقية.
وأوضح عضو القومي للطفولة والأمومة أن الانتصار الحقيقي هو الذي يأتي بقيمة ومعنى، أما الفوز لمجرد التحدي أو إثبات الذات دون هدف نافع، فهو نوع من الخسارة المقنّعة.
وقال: «إذا كانت المعركة تستحق فقاتل بشرف، لكن إياك أن تفوز بأسلوب غير أخلاقي لمجرد أن تُقال كلمة فوز. كن راقيًا في كل لحظة، فطريقة انتصارك تعبّر عن أصلك وتربيتك، فالحياة ليست رقعة شطرنج، وإنما لوحة جميلة لا تكتمل إلا حين نحافظ على كل قطعة فيها».



