أكد الإعلامي الدكتور عمرو الليثي، أن الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر المجيدة، ورغم أهميتها الفنية والوطنية، فإنها لم تتضمن مشاهد حقيقية للمعارك ذاتها، نظرًا لعدم السماح بالتصوير أثناء العمليات الحربية، وهو ما جعل كافة مشاهد الحرب فيها مصورة بعد انتهاء القتال.
وأوضح الليثي، في تصريحات صحفية خاصة، أن السينما المصرية قدمت مجموعة من أبرز الأعمال التي وثّقت بطولات الجيش المصري وروح النصر لدى الشعب، مشيرًا إلى أن هذه الأفلام اعتمدت على تجسيد الأجواء الإنسانية والوطنية للمعركة أكثر من تقديم وقائع القتال المصورة بدقة.
ومن بين هذه الأعمال، أشار الليثي إلى فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي»، الذي تناول رحلة جندي عاد من نكسة 1967 ليشارك في حرب أكتوبر بإصرار جديد، وفيلم «الوفاء العظيم» الذي أبرز تضحيات الجنود وعلاقاتهم الإنسانية، وكذلك فيلم «العمر لحظة» الذي قدم صورة الحرب من خلال صحفية تتابع أحداثها على الجبهة، إلى جانب فيلم «أبناء الصمت» الذي عبّر عن البطولة الجماعية للمقاتلين. وأكد الليثي أن هذه الأفلام رغم افتقارها للمشاهد الواقعية، فإنها نجحت في توثيق المشاعر الوطنية وروح التحدي والكرامة التي عاشها المصريون خلال تلك المرحلة.
وفي سياق متصل، أشار الليثي إلى لقائه بالفنان الراحل محمود ياسين، أحد أبرز من جسدوا حرب أكتوبر سينمائيًا، حيث كشف ياسين عن كواليس تصوير أفلام الحرب، موضحًا أنه تنقّل بين مناطق مثل بورفؤاد، الكاب، الطينة، القنطرة، الإسماعيلية، السويس، ومدرسة الصاعقة ببلبيس، لتصوير مشاهد تحاكي عبور القناة وتحرير الأرض.
وأضاف ياسين أنه أثناء تصوير «الرصاصة لا تزال في جيبي»، شارك مع زملائه حسين فهمي، سعيد صالح، وصلاح السعدني، في مشهد قارب مطاطي يحاكي لحظة العبور التاريخية، إلا أن اللقطات المقربة (كلوزات) تم حذفها من المشهد النهائي. كما روى موقفًا طريفًا عندما تلقى اتصالًا من المنتج رمسيس نجيب يوم 6 أكتوبر 1973، يطلب منه الحضور فورًا بملابس عسكرية كان يرتديها ضمن أحد الأفلام، دون علمه باندلاع الحرب آنذاك.
واختتم ياسين حديثه بالإشارة إلى أحد أقوى مشاهد المعركة في السينما المصرية، وهو مشهد محاولة استرداد القنطرة شرق، الذي بلغت مدته نحو 20 إلى 24 دقيقة، وتم تصويره تحت إشراف عسكري مباشر، واعتبره من أكثر المشاهد التي جسدت تفاصيل المعركة بدقة، ضمن عمل وطني يخلّد لحظة فاصلة في تاريخ الأمة.