في مثل هذا اليوم، 16 يونيو من عام 2006، خاض النجم الراحل محمد عبد الوهاب آخر مباراة رسمية له بقميص النادي الأهلي، وكانت مواجهة لا تُنسى أمام الزمالك في نهائي كأس مصر، انتهت بفوز كبير للأهلي بثلاثية نظيفة. سجل عماد متعب الهدف الأول والثالث، بينما أحرز عماد النحاس الهدف الثاني.
وشهدت هذه المباراة لحظة مؤثرة عندما سقط عبد الوهاب مغشيًا عليه فجأة في الشوط الثاني، وكأنها كانت إشارة مبكرة على النهاية المأساوية التي حلت به بعد 76 يومًا فقط من اللقاء.
في صباح يوم 31 أغسطس 2006، وبينما كان يؤدي تدريباته مع الأهلي على ملعب مختار التتش، وافته المنية عن عمر لم يتجاوز 22 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا خلفه صدمة كبيرة في الوسط الرياضي المصري والعربي.
مشوار قصير.. لكن حافل
رغم قصر مسيرته، إلا أن محمد عبد الوهاب ترك بصمة لا تُنسى في الكرة المصرية. بدأ مشواره مع النادي الأهلي بعد تألقه اللافت مع المنتخب الأولمبي، فانضم إلى القلعة الحمراء على سبيل الإعارة من نادي الظفرة الإماراتي لمدة موسمين.في بدايته، لم يكن يشارك كثيرًا بسبب وجود النجم الأنجولي جيلبرتو، لكن إصابة الأخير في نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2005 أمام النجم الساحلي فتحت له الباب للتألق، حيث دخل بديلًا وقدّم مباراة كبيرة ساهم خلالها بهدف عن طريق عرضية رائعة استغلها أسامة حسني.
منذ ذلك اللقاء، بات عبد الوهاب أحد العناصر الأساسية في تشكيل الأهلي، وواصل تقديم العروض المميزة حتى أصبح أحد أهم ركائز منتخب مصر، وأسهم بشكل فاعل في تتويج "الفراعنة" ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2006.
انتماء لا يُنسى
اشتهر محمد عبد الوهاب بحبه الكبير للنادي الأهلي وولائه الشديد له. من أبرز عباراته الخالدة:"الأهلي عمره ما خلف معايا موعد، وأنا عمرى ما هغلط فيه ولا أساومه".
كان يرفض فكرة الرحيل رغم العروض الخارجية التي تلقاها، مؤكدًا أن شرف ارتداء القميص الأحمر لا يُساوم عليه.
في أحد تصريحاته، قال:
"طلبت من الكابتن حسام البدري التحدث مع الظفرة، وتم ذلك، ولم تكن هناك أي خلافات مادية بيني وبين الأهلي، أنا فقط كنت أنتظر حل الأمر بشكل ودي. ويكفيني شرف اللعب لهذا الكيان العظيم".

إحساس بالنهاية
في مشهد مؤثر قبل وفاته بيوم واحد، كتب عبد الوهاب عبارة وعلقها داخل غرفة الملابس في النادي الأهلي:
"لا تبكِ نفسي على شيء قد ذهب، ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة"، وقد أخبر زملاءه في الفريق أنه يشعر بأن نهايته اقتربت، مشيرًا إلى صديقه الراحل أحمد وحيد الذي توفي قبله بأيام.
إرث لا يُنسى
رغم رحيله المبكر، لا يزال محمد عبد الوهاب حاضرًا في قلوب الجماهير، ليس فقط بأهدافه ومهاراته، بل أيضًا بأخلاقه العالية، وانتمائه النادر، وكلماته الصادقة التي تحولت إلى شعار للوفاء.
رحل "عبد الوهاب" جسدًا، لكن ذكراه ستظل خالدة في تاريخ الأهلي والكرة المصرية.