قال الكاتب والإعلامي حازم توفيق، الباحث في شؤون الأسرة والمجتمع، إن العلاقات العاطفية المؤذية لا تنشأ من فراغ، بل هي نتاج مباشر لتربية غير متوازنة للطرفين، تجعل كلاً منهما يدخل العلاقة وهو يحمل تصوّرات خاطئة عن الحب، والارتباط، والتملك.
وأوضح توفيق خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن البيئة الأسرية لها الدور الأكبر في تشكيل مفهوم العلاقة عند الأفراد، فحين ينشأ الطفل في بيت يفتقد إلى الحوار، والاحتواء، والتوازن بين الحب والانضباط، فإنه غالبًا ما يعيد إنتاج هذا الخلل في علاقاته المستقبلية.
وأضاف أن بعض الأسر تُربي أبناءها على فكرة السيطرة أو التبعية المطلقة، فينشأ طرف يميل إلى فرض السيطرة، وآخر يقبل الخضوع أو التعلق المفرط، وهو ما يؤدي إلى علاقة غير صحية يغيب عنها التوازن النفسي والعاطفي.
وأشار الباحث الأسري إلى أن التربية السليمة يجب أن تُرسّخ قيم الاحترام المتبادل، والمسؤولية العاطفية، والاستقلال النفسي منذ الصغر، لأن هذه القيم هي التي تحمي الأفراد من الوقوع في علاقات مؤذية أو معتمدة.
وأكد توفيق أن إصلاح العلاقات يبدأ من إصلاح المفاهيم التربوية والاجتماعية، داعيًا الأسر إلى وعي أعمق بدورها في إعداد أبنائها لعلاقات ناضجة تقوم على المودة، لا على الحاجة أو الخوف من الفقد.