أوضح الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، حكم زيارة المريض وأدابها، موضحًا أنها ليست مجرد مجاملة اجتماعية، بل هي عبادة امتثالاً لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني"، مؤكّدًا أن زيارة المريض تحقق أثرًا عظيمًا، إذ يرافقها صلوات الملائكة ودعاؤهم واستغفارهم للزائر طوال اليوم أو الليل بحسب توقيت الزيارة.
وأوضح الدكتور أسامة أن زيارة المريض يجب أن تراعي حالة المريض النفسية، وألا تتسبب في زيادة توتره أو ألمه.
وأشار إلى أن من آداب الزيارة عدم إطالة الجلوس، والحرص على إدخال السرور على قلب المريض، والدعاء له، وعدم سرد قصص مزعجة أو مقارنات مع مرضى آخرين، مؤكدًا أن هذه الزيارة تتحول عند التزام آدابها إلى فن من فنون التعامل وجسر من المحبة بين القلوب.
وأكد الدكتور أسامة الجندي أن زيارة المريض تعد حقًا واجبًا على المسلم تجاه أخيه المسلم، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فاجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبع"، مشددًا على أن الزائر يجب أن يخفف عن المريض شعوره بالمرض ويذكره بالصبر، إذ قد يكون التفاؤل والسرور سببًا في تحسّن حالته الصحية.
كما لفت الدكتور أسامة إلى أن الزيارة ليست مقتصرة على المريض فقط، بل تشمل كل أشكال الزيارات العامة، مشددًا على ضرورة احترام حرمة البيت وأهله، والتحدث بالكلمة الطيبة، وعدم الانشغال بالقيل والقال أو الغيبة أو النميمة، لأن هذه الأفعال قد تضر بالبيوت وتهدم الحقوق، وقد يكون لها أثر سلبي على النفوس وحتى المجتمع، مشددًا أن الإساءة بالكلام في الزيارة لا تتوافق مع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.



