قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إنه لا يجوز التسرع في تكفير أي مسلم لمجرد أنه تلفظ بعبارة أو فعل ظاهرها مخالف، كمن يطلب حاجة من سيدنا الحسين أو السيدة زينب، مشيرًا إلى أن كثيرًا من هؤلاء الناس يفعلون ذلك بدافع المحبة والعاطفة، أو بسبب الجهل، وليس عن إنكار لعقيدة أو خروج عن الدين.
وأوضح الدكتور تمام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن هناك قاعدة مهمة في العقيدة ذكرها الإمام الطحاوي في كتابه العقيدة الطحاوية، وهي أن “المسلم لا يخرج من الدين إلا بجحد ما أدخله فيه”، أي لا يُحكم على شخص بالكفر إلا إذا جحد الشهادتين أو أنكر شيئًا من الدين جحودًا قلبيًّا.
وأضاف أن الكفر محله القلب، وليس مجرد اللسان، مستدلًا بما ورد في قصة سيدنا عمار بن ياسر رضي الله عنه عندما أُكره على النطق بكلمة الكفر، فأنزل الله تعالى قوله: «إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان»، فبرّأه القرآن الكريم رغم لفظه بتلك الكلمة تحت الإكراه.
وبيّن أستاذ الفقه أن مجرد التلفظ بعبارة ظاهرها الكفر لا يُوجب الحكم بالكفر، لأن القلوب لا يعلم ما فيها إلا الله، مؤكّدًا أن الحكم بالكفر من اختصاص القضاء الشرعي فقط، وليس للأفراد أو العامة أن يصدروا مثل هذه الأحكام.
وشدد الدكتور هاني تمام على أن التكفير حكم قضائي وليس حكمًا شخصيًا، لأن عليه تترتب أحكام شرعية خطيرة لا يجوز لأحد أن يتولاها إلا القاضي، داعيًا إلى التريث، وحسن الظن، وتعليم الناس أمور دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة بدلًا من التشدد في إطلاق الأحكام.