أشاد الدكتور نادي عبد الله، الأستاذ المتخصص في علم الحديث وعلومه بالأزهر الشريف، بمكانة الإمام الراحل الدكتور أحمد عمر هاشم، مؤكدًا أنه لم يكن مجرد باحث أو دارس للسنة النبوية، بل كان متصلًا بها روحًا وسلوكًا، متفردًا في فهمها وتبليغها.

وقال الدكتور نادي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "أهل مصر" على قناة "أزهري"، إن ما ميّز الدكتور أحمد عمر هاشم عن كثير من العلماء، هو أنه لم يقتصر في تعامله مع الحديث النبوي على العقل وحده، بل كان يقرأه بعين القلب، وبمحبة صادقة، منحته بُعدًا روحيًا خاصًا في فهم النصوص والتعبير عنها.

وأوضح أن هناك فرقًا كبيرًا بين "العالم" و"العارف"، مشيرًا إلى أن العارف هو من فتح الله له عيني قلبه، وأكرمه بالاتصال الروحي برسول الله ﷺ. وأضاف: "هذا ما منّ الله به على شيخنا الراحل، إذ لم يكن شرحه للحديث مجرد تحليل علمي، بل كان تجسيدًا حيًا لأخلاق النبوة، وسلوكًا يعكس نور السيرة وأدب الرسول ﷺ في القول والفعل والتواضع.

وسلط الدكتور نادي الضوء على تواضع الدكتور أحمد عمر هاشم، وقال: "دعوتُه غير مرة لدروس ولقاءات علمية، وكان دائمًا يردّ: كما تحب يا دكتور نادي، كما يروق لك. لم أره إلا متواضعًا كريم الخلق، لا يذكر أحدًا بسوء، وهي صفات لا يتحلى بها إلا من تشرّب من نور النبي ﷺ قبل أن يتعلم حروفه.

واختتم مداخلته بتأثر واضح قائلاً: "الشيخ أحمد عمر هاشم لم يكن مجرد حافظ للحديث، بل كان متصلًا به وبصاحبه ﷺ. نحسبه ممن تجسدت فيهم معاني الإخلاص والبصيرة، ونسأل الله أن يجعل علمه في ميزان حسناته، وأن يُلحقنا به على خير.