أ
أ
في تحذير جديد قد يُغير فهمنا للعلاقة بين السمنة والأمراض الجلدية، كشفت دراسة موسعة أجراها باحثون من كلية "كينجز في لندن" أن الدهون المتراكمة حول الخصر تُعد مؤشرًا قويًا وعاملًا محفزًا رئيسيًا للإصابة بمرض الصدفية، بغض النظر عن الوزن الإجمالي للجسم.
دراسة موسعة تكشف العلاقة الخفية
استندت الدراسة، التي نُشرت تفاصيلها في تقرير لـ "ديلي ميل"، إلى تحليل بيانات أكثر من 330 ألف شخص من أصحاب البشرة البيضاء، من بينهم حوالي 9000 مصاب بالصدفية, استخدم الباحثون مزيجًا من الأساليب التقليدية وأدوات متقدمة، بما في ذلك التصوير بالأشعة السينية عالية الدقة، لقياس توزيع الدهون بدقة فائقة.
الصدفية والسمنة: الالتهاب هو الرابط المشترك
يُصيب مرض الصدفية، الذي يُقدر أنه يؤثر على نحو 3% من سكان العالم، الجلد بطفح جلدي مؤلم وتقشر, وينتمي هذا المرض إلى فئة الأمراض الالتهابية المزمنة، شأنه شأن السمنة.أظهرت الدراسة أن الرابط المشترك بين الصدفية وزيادة الوزن، وتحديدًا دهون البطن، هو الالتهاب المستمر منخفض الحدة الذي يؤثر على جهاز المناعة ووظائف الأنسجة, ووفقًا للفريق البحثي، فإن نسبة الخصر إلى الورك تفوقت على مؤشرات مثل "مؤشر كتلة الجسم" (BMI) في دقتها للتنبؤ بمخاطر الصدفية، ما يؤكد أن مكان توزيع الدهون في الجسم أهم بكثير من الكمية الإجمالية.
الخلايا الدهنية في البطن: مصنع للالتهاب
أوضح الباحثون أن الخلايا الدهنية، خاصة تلك المتركزة حول البطن، تفرز مركبات التهابية، منها السيتوكينات وهرمون اللبتين.,ويُلاحظ أن هرمون اللبتين، الذي يعمل كناقل لإشارات الشبع، يتحول إلى محرض على الالتهاب عند إفرازه بكميات كبيرة, هذا الاضطراب يُعزز من تحفيز الجهاز المناعي على مهاجمة خلايا الجلد، وهي ظاهرة تُعد من أبرز سمات الصدفية.تحذير من "الميزان الخادع" ودعوة لإعادة التقييم
أكد الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور رافي راميسور، أن "أرقام الميزان ليست كل شيء"، مشددًا على أن "مكان تخزين الدهون هو ما يصنع الفارق الحقيقي في خطر الإصابة، والدهون المحيطة بالخصر يبدو أن لها تأثيرًا مباشرًا ومضاعفًا".
من جانبها، دعت الدكتورة كاثرين سميث، المشاركة في إعداد الدراسة، إلى إعادة تقييم الطريقة التي نُقيس بها السمنة. وقالت: "مع تفاقم معدلات السمنة عالميًا، من الضروري أن ننظر إلى توزيع الدهون لا الوزن فقط, علينا أن نولي أهمية لمحيط الخصر كعامل إنذاري مبكر".
آمال جديدة في علاج الصدفية: هل تبدأ الحلول من البطن؟
في تعليق افتتاحي ذي صلة بالدراسة، أشار الدكتور جول جيلفاند من جامعة بنسلفانيا إلى إمكانات جديدة لعلاج الصدفية، تتمثل في استخدام أدوية مثل GLP-1 وGIP، التي تُستخدم حاليًا للتحكم بالشهية وخفض الوزن في حالات السمنة والسكري.وتساءل جيلفاند: "ربما آن الأوان لتجاوز النهج العلاجي التقليدي في الأمراض الجلدية، إذا كانت جذور الصدفية تبدأ في البطن، فربما تبدأ حلولها أيضًا من هناك", ودعا إلى إجراء تجارب سريرية مخصصة لاختبار تلك الأدوية في علاج الصدفية، عبر تقليل الالتهاب الجهازي، مما قد يفتح آفاقًا جديدة في مواجهة هذا المرض الشائع.