السبت، 18 ذو الحجة 1446 ، 14 يونيو 2025

"الذهب الأبيض" يعود.. توصيات فنية حاسمة لاستعادة مجد القطن المصري

القطن  قطن
محصول القطن
أ أ
techno seeds
techno seeds
يُعد محصول القطن من الأعمدة الاقتصادية والزراعية في مصر، نظرًا لدوره الحيوي في توفير فرص العمل ودعم الصناعة الوطنية، بالإضافة إلى مساهمته في تلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي من المنسوجات, تشهد منظومة القطن المصري حاليًا مرحلة تعافٍ ملحوظة، مدعومة بجهود مكثفة لإعادته إلى مكانته المرموقة، خاصة مع التوسع في إنشاء مصانع الغزل والنسيج.


تطور وإشراف على منظومة القطن

أكد الدكتور وليد يحيى، وكيل معهد بحوث القطن للإنتاج، أن السنوات الأخيرة شهدت بوادر تعافٍ واضحة في منظومة القطن المصري, يأتي هذا التعافي نتيجة لملامح واضحة في منظومة التسويق، وتطبيق سياسة صنفية دقيقة، بالإضافة إلى الإشراف المباشر والجاد من قبل العلماء على زراعة القطن, هذه الجهود تسهم في استعادة "الذهب الأبيض" المصري لمجده السابق، لا سيما مع تنامي الصناعة المصرية وازدياد عدد مصانع الغزل والنسيج.

وشدد الدكتور يحيى على أن القطن ليس مجرد محصول زراعي، بل هو قضية وطنية تهم جميع المصريين، لارتباطه بالاستهلاك اليومي للملابس، ودوره في تحقيق الانتعاش الاقتصادي، واستقرار حياة الفلاح، فضلاً عن كونه محصولًا استراتيجيًا يربط اسم مصر بالعالم.


أهم التوصيات الفنية لزراعة القطن
لضمان أعلى إنتاجية وجودة للمحصول، يقدم خبراء معهد بحوث القطن توصيات فنية هامة للمزارعين:
1. عملية الخف: التوقيت الأمثل وأثره على المحصول

تُعتبر عملية الخف من العمليات المحورية التي تؤثر بشكل مباشر على كمية وجودة المحصول, يوصى بإجرائها في التوقيتات التالية:
قبل الرية الثانية مباشرة: وذلك بعد الانتهاء من عمليات العزيق ونقاية الحشائش.

في الزراعات المتأخرة: يجب إجراء الخف قبل رية المحايا مباشرة وعند ظهور الورقة الحقيقية الثانية للنبات.
أهمية التبكير في الخف: يُحذر الخبراء من التأخر في هذه العملية الحيوية، حيث يؤدي ذلك إلى "سرولة" النباتات (استطالتها بشكل زائد)، وضعفها، وارتفاع عقدة أول فرع ثمري, يؤثر هذا الارتفاع سلبًا على "الحجر النباتي" الذي يمثل جزءًا كبيرًا من المحصول، مما يقلل من كمية الإنتاج النهائي للمزارع, لذا، ينصح بالخف المبكر عند ظهور الورقة الحقيقية الثانية لإتاحة الوقت الكافي للنبات لينمو بشكل مربع وتظل عقدة أول فرع ثمري منخفضة، مما يعزز من حجم المحصول.


2. التسميد المتوازن: مفتاح نجاح الموسم

يُعد التسميد المتوازن عنصرًا حاسمًا في هذه المرحلة لضمان نجاح الموسم الزراعي. يشدد الخبراء على ضرورة تحقيق التوازن بين العناصر السمادية الرئيسية: النيتروجين، الفسفور، والبوتاسيوم.

تحديد كمية السماد: تعتمد كمية السماد التي يضعها المزارع في الأرض على أربعة عوامل رئيسية:
المحصول السابق:

إذا كان المحصول السابق (مثل البطاطس أو البصل) يتميز بكمية سماد أزوتي عالية، فيجب تقليل كمية السماد الأزوتي المضاف للقطن,
إذا كان المحصول السابق (مثل البنجر أو الكتان) يستنزف النيتروجين، فيجب زيادة كمية السماد الأزوتي.


نوع التربة:

الأراضي الرملية: تتطلب كمية أكبر من النيتروجين والبوتاسيوم.
الأراضي القلوية: تحتاج إلى إضافة الجبس الزراعي والكبريت أثناء عمليات الخدمة، والاهتمام بالسماد الأزوتي.
الأراضي الملحية: يُنصح بوضع مصدر للسماد الأزوتي ذي تأثير حامضي، مثل سلفات الأمونيا.

ميعاد الزراعة:

الزراعة المبكرة: تُوضع جرعة السماد الأزوتي كاملة.
الزراعة المتأخرة: يجب تقليل 20% من كمية السماد الأزوتي المضافة.
نسبة الأملاح في التربة: تؤثر على امتصاص النبات للعناصر الغذائية وتتطلب تعديلًا في برنامج التسميد.
تؤكد هذه التوصيات على أهمية اتباع الممارسات الزراعية السليمة لضمان استمرارية تعافي محصول القطن المصري وزيادة إنتاجيته، مما يعزز من مكانته كركيزة اقتصادية وزراعية مهمة.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة