الإثنين، 07 ذو القعدة 1446 ، 05 مايو 2025

الري والتسميد الذكي لمحصول البطاطس: دليل المزارع المحترف

بطاطس
زراعة البطاطس
أ أ
techno seeds
techno seeds
تُعد البطاطس (Solanum tuberosum) واحدة من أكثر المحاصيل الغذائية زراعة واستهلاكًا حول العالم، وهي تنتمي إلى فصيلة الباذنجانيات (Solanaceae). بفضل درناتها الغنية بالنشويات والعناصر الغذائية، أصبحت البطاطس غذاءً أساسيًا في العديد من الثقافات، ومحصولًا رئيسيًا في الزراعة العالمية.

متطلبات التربة لزراعة البطاطس

تزدهر البطاطس في تربة خصبة وجيدة التصريف، تتمتع بتركيبة رخوة وحموضة تتراوح بين 5.0 و6.5. يُنصح دائمًا بإجراء اختبار للتربة قبل الزراعة، لتحديد مستويات العناصر الغذائية والرقم الهيدروجيني بدقة. يساعد تحسين التربة بالمواد العضوية والأسمدة على توفير بيئة مثالية لنمو الدرنات بحرية، مع أهمية تجنب التربة المضغوطة التي تعيق التهوية وقد تُسبب تشوه المحصول.

تحضير الأرض للزراعة

يُعد إعداد التربة خطوة حاسمة في نجاح زراعة البطاطس. بعد اختيار أرض جيدة التصريف، يجب تنظيفها من الأعشاب والحجارة، ثم حرثها وتسويتها لتفكيك الكتل الترابية. بعدها تُحفر أخاديد الزراعة بمسافات مناسبة بين الصفوف، لضمان تهوية كافية ونمو صحي للدرنات.

توقيت الزراعة والطريقة المثلى

يُفضل زراعة البطاطس في أوائل الربيع، عندما تصل حرارة التربة إلى 10 درجات مئوية. تُقطع الدرنات إلى أجزاء تحتوي كل منها على "عين" واحدة على الأقل، وتُترك لتجف قبل الزراعة. تزرع هذه القطع في صفوف تفصل بينها مسافة حوالي 30 سم، وتُغطى بالتربة مع الحفاظ على رطوبة مناسبة لتشجيع الإنبات.

الري: التوازن هو المفتاح

البطاطس تحتاج إلى رطوبة متوازنة، خاصة خلال فترة تكوين الدرنات. استخدام تقنيات مثل الري بالتنقيط يُعد فعالًا في الحفاظ على رطوبة الجذور دون التسبب في تعفن أو أمراض. الإفراط في الري قد يؤدي إلى مشاكل مثل اللفحة وتعفن الجذور، في حين أن نقص الماء يُقلل الإنتاج وجودة المحصول.

التسميد الذكي

يتطلب محصول البطاطس تغذية متوازنة، خاصة من النيتروجين، الفوسفور، والبوتاسيوم. يجب وضع خطة تسميد مبنية على نتائج اختبار التربة. يُفضل استخدام السماد العضوي لتحسين بنية التربة، إلى جانب تطبيق الأسمدة الكيميائية بشكل دقيق لتغطية أي نقص غذائي، مع ضرورة تجنّب الإفراط الذي قد يضر بالتربة والبيئة.

إدارة الأعشاب الضارة

الأعشاب تنافس البطاطس على الماء والغذاء، ما يؤثر على المحصول. تُستخدم طرق مختلفة لمكافحتها، مثل الإزالة اليدوية أو التغطية العضوية بالقش. في المزارع الكبيرة، يمكن استخدام مبيدات الأعشاب بحذر، مع الانتباه لتأثيرها البيئي واستخدامها في الأوقات المسموح بها فقط.

مكافحة الآفات والأمراض

تشكل خنافس البطاطس، المن، والديدان الخيطية تهديدات شائعة للمحصول، إضافة إلى أمراض مثل اللفحة المبكرة والمتأخرة. تعتمد الإدارة المتكاملة للآفات على مراقبة دورية، وتطبيق وسائل زراعية وبيولوجية وكيميائية متوازنة، بما في ذلك تدوير المحاصيل وزراعة أصناف مقاومة، مع الحفاظ على النظافة وتعقيم الأدوات.

مراقبة النمو والرعاية المستمرة

يجب مراقبة النباتات بشكل دوري لرصد أي علامات ضعف أو إصابة. التهوية الجيدة، وإزالة الأعشاب، وتعديل الري والتسميد بحسب نمو النبات تُعد خطوات أساسية لنمو صحي. من المهم كذلك تكديس التربة حول النباتات لمنع تعرّض الدرنات للشمس.

الحصاد في الوقت المناسب

يحين وقت الحصاد عند نضوج النباتات وذبول أوراقها. تُستخدم أدوات مناسبة لفك التربة ورفع الدرنات بلطف، ثم تُترك لتجف لبضع ساعات قبل تخزينها. يساعد التعامل السليم أثناء الحصاد على الحفاظ على جودة البطاطس وتقليل التلف.

متوسط الغلة

تتفاوت إنتاجية البطاطس حسب نوع التربة، الظروف المناخية، وأساليب الزراعة. يُمكن تحقيق محصول يتراوح بين 15 و30 طنًا للفدان في المتوسط، مع إمكانية الزيادة في حال تطبيق الممارسات المثلى في الري والتسميد ومكافحة الآفات.

المعالجة والتخزين بعد الحصاد

بعد الحصاد، يتم فرز الدرنات واستبعاد المصابة منها، ثم تُخزن في أماكن باردة وجيدة التهوية بدرجة حرارة تتراوح بين 7-10 درجات مئوية. يجب تجنّب تخزين البطاطس قرب الفواكه التي تنتج الإيثيلين لتفادي التلف السريع.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة