تعد بحيرة قارون واحدة من أكبر البحيرات الطبيعية في مصر، وقد حظيت باهتمام بالغ من الدولة خلال السنوات الأخيرة بهدف رفع قدراتها الإنتاجية من الأسماك وتعظيم الاستفادة منها وتعمل الدولة على إعادة دورة الحياة البيولوجية داخل البحيرة من خلال إنزال ذرّيات سمكية جديدة لتعزيز التنوع الحيوي وزيادة المخزون السمكي.

تحسن بيئي ينعكس على الثروة السمكية

وفي هذا السياق، أكد اللواء أ.ح الحسين فرحات، المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن التحسن البيئي الملحوظ في بحيرة قارون خلال الفترة الأخيرة انعكس مباشرة على الثروة السمكية وجودة المياه.

خطوات عملية لإعادة الدورة البيولوجية للبحيرة

وأوضح فرحات أن الجهاز نجح بالتنسيق مع محافظة الفيوم في تنفيذ إنزال زريعة سمك موسى عام 2022، وتكرار العملية خلال عامي 2024 و2025، وهي خطوات أساسية لتنشيط الدورة البيولوجية للبحيرة ورفع كفاءة مخزونها السمكي.

وأشار إلى أن الجهاز بصدد تنفيذ عملية إنزال أمهات سمك موسى منتصف ديسمبر المقبل، بالتعاون مع محافظة الفيوم، وهي خطوة نوعية تستهدف زيادة الإنتاجية السمكية خلال الفترة المقبلة.

كما يجري التخطيط لإنزال زريعة الجمبري عام 2026، إلى جانب إدخال أنواع جديدة وفق نتائج التحاليل والدراسات العلمية التي تُجرى بشكل دوري على مياه البحيرة لتحديد الأنسب لبيئتها.

دعم الصيادين وحماية استدامة البحيرة

ولفت فرحات إلى أن الجهاز يولي أولوية قصوى لدعم الصيادين، من خلال تذليل العقبات التي قد تواجههم ومراعاة البعد الاجتماعي لهم، بما يضمن تعظيم العائد الاقتصادي كما يتم تكثيف حملات الحد من الصيد الجائر، مع تعزيز التعاون المشترك بين محافظة الفيوم وشرطة المسطحات والجهات التنفيذية لضبط منظومة الصيد ورفع الإنتاج السمكي.

خطط مستدامة لتعزيز الأمن الغذائي

وتؤكد الجهود المبذولة أن الدولة تعمل وفق رؤية شاملة لضمان استدامة تنمية بحيرة قارون، بما يسهم في الحفاظ على الأمن الغذائي وتعزيز إنتاج الثروة السمكية بصورة مستدامة تخدم الأهالي والصيادين والاقتصاد المحلي.