يواجه القطن المصري، المعروف عالميًا بجودته وأصالته، أزمة تهدد استمرارية زراعته في عدد من المحافظات، بعد أن تحول من محصول استراتيجي يدعم الاقتصاد الوطني لعقود طويلة، إلى عبء ثقيل على المزارعين، وسط مشاكل التسويق وارتفاع تكاليف الإنتاج، ما يهدد مكانة «الذهب الأبيض» التي طالما تميزت بها مصر على الساحة الدولية.

رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي : تأخر المستحقات يدفع الفلاح للابتعاد عن زراعته

حيث قال الحج زهير ساري رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي  أن أنتاج القطن لهذا الموسم جديد للغاية واعطي محصول وفير بجودة عالية  ولكن المساحات المزروعة كان يفترض أن تكون أكبر من الوضع الحالي، لافتًا إلى أن انخفاض المساحة يعود بالأساس إلى هبوط أسعار القطن وتأخر سداد مستحقات المزارعين.
وأضاف  زهير  أن بعض الفلاحين ينتظرون أربعة إلى خمسة أشهر للحصول على حقهم من ثمن المحصول، مما يجعلهم يعيدون التفكير قبل زراعته مرة أخرى في السنوات التالية.

حلول مطروحة لدعم استمرار القطن المصري

وشدد رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعي على ضرورة تبني إجراءات عاجلة للحفاظ على مكانة القطن، أبرزها: تنظيم منظومة القطن التابعة لوزارة التجارة ، الإسراع في إجراء المزادات الخاصة بتسويق المحصول بالإضافة لصرف المستحقات المالية فور التوريد دون تأخير وأخيرا تحديد حد أدنى مضمون للسعر يغطي التكلفة ويوفر هامش ربح آمن للمزارع . 

رئيس اتحاد الفلاحين: القطن جزء من هوية مصر الزراعية

وفي هذا السياق قال الحاج محمد فرح، رئيس الاتحاد العام للفلاحين، إن محصول القطن يُعد أحد أهم المحاصيل المصرية الأصيلة التي ارتبط اسمها بالبلاد تاريخيًا، مؤكدًا أن قيمة القطن لا تتوقف عند صناعة المنسوجات فقط، بل يتم استخراج منه الزيوت والأعلاف للماشية، بجانب دوره البيئي في تحسين خصوبة التربة.

وأشار فرح ف تصريحات خاصة لـ اجري نوز  إلى أن الدراسات أثبتت أن القطن يُرفع كفاءة التربة للمحصول التالي له بنسبة 40%، ما يجعله عنصرًا مهمًا في الدورة الزراعية واستدامة الأراضي الزراعية.

ورغم ذلك، أكد  رئيس اتحاد فلاحين مصر أن عزوف كثير من المزارعين عن زراعة القطن في السنوات الأخيرة يعود إلى أزمة التسويق وعدم تحقيق هامش ربح مناسب، موضحًا أن القطن المصري ما زال الأعلى جودة بين نظائره عالميًا، إلا أن هذا التميز لا ينعكس على دخل الفلاح الذي يتحمل وحده مخاطر الإنتاج.

مزارعو القطن: موسم جيد.. ولكن بلا عائد

من جانبه قال وليد السعدني رئيس اتحاد منتجي القطن أن محصول القطن هذا العام يتميز بـ إنتاج وفير وجودة مرتفعة، لكنه شدد على أن ارتفاع تكاليف الإنتاج يلتهم أي أرباح متوقعة.


وأضاف  السعدني المبيدات غالية، والأسمدة لا تكفي، وأجور العمالة مرتفعة جدًا.. وفي النهاية السعر اللي بنبيع به قليل ومش مغطّي التكلفة .
وأشار  رئيس اتحاد منتجي القطن أن كثيرًا من المزارعين أصبحوا يفكرون فعليًا في التخلي عن زراعة القطن إذا استمرت الأوضاع دون تدخل حكومي حاسم يضمن تسويقًا عادلًا وسعر شراء منصفًا.