أ
أ
يُعتبر محصول القمح الأمن الغذائي الأول والأهم استراتيجيًا لمصر، فهو المكون الأساسي لرغيف الخبز الذي يشكل قوام حياة المواطنين. ولأهمية هذا المحصول، تبرز الحاجة إلى تقديم نصائح فنية وإرشادية للوصول لأفضل معدلات الإنتاجية المأمولة.
تحديات التغيرات المناخية وتأثيرها على القمح
سلط الدكتور صبحي الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه محصول القمح، وخاصة تأثير التغيرات المناخية، وأوضح أن ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو، نتيجة الكوارث الطبيعية والانبعاثات، يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة. هذا الارتفاع في الحرارة يترتب عليه زيادة استهلاك المحاصيل للمياه بنسبة تتراوح بين 12 إلى 15%، مما يؤدي في النهاية إلى تدهور في المحصول كمًا ونوعًا.

استنباط أصناف قمح حديثة لمواجهة التحديات المناخية
كشف الدكتور صبحي عن الجهود الاستباقية لقسم بحوث القمح بالمركز القومي للبحوث لمواجهة تحديات التغيرات المناخية الحادة. أكد أنه تم استنباط أصناف قمح حديثة قادرة على مجابهة هذه التغيرات، يوجد حاليًا حوالي 21 صنف قمح مسجل في قسم بحوث القمح، تتوزع بين قمح الخبز وقمح الديورم (القمح الصلب).وأوضح أن هذه الأصناف مصممة لتتلاءم مع مختلف التغيرات المناخية مثل ارتفاع الحرارة، نقص الرطوبة، الجفاف، أو زيادة الملوحة. أشار إلى تسجيل خمسة أصناف جديدة في عام 2024.
وذكر أمثلة على مجموعات الأصناف المسجلة مثل أصناف "مصر" (مصر 1، 3، 5، 6، 7، 8)، وأصناف "سخا" (سخا 94، 95، 96، 97 وسيتم تسجيل 98 قريبًا)، وأصناف "سدس" (سدس 12، 14، 15، 16)، وأصناف "جميزة" (جميزة 11، 13)، بالإضافة إلى صنف جيزة 171.

أنواع القمح ومواصفاته: تميز القمح المصري
استطرد الدكتور صبحي في شرح أنواع القمح، موضحًا أن الأصناف التي ذكرها سابقًا هي أصناف قمح خبز (تسمى الأقماح السداسية)، وهي التي تدخل في صناعة رغيف الخبز، وعدد كروموسوماتها 42 كروموسوم.بينما توجد مجموعة أخرى تسمى أقماح الديورم أو القمح الصلب (أقماح رباعية)، وعدد كروموسوماتها 28 كروموسوم. هذه الأصناف تستخدم بشكل أساسي في صناعة المكرونة، وذكر أمثلة عليها مثل سوهاج 5، بني سويف 5، بني سويف 7، وسوهاج 6.
أكد الدكتور صبحي أن القمح المصري من أجود الأقماح عالميًا. ودلل على ذلك بتحليل صنف سوهاج 6 في إيطاليا، حيث تفوق في نسبة السيمولينا والبروتين على الأصناف الإيطالية المستخدمة في صناعة المكرونة.
أشار إلى إمكانية تصدير هذا الصنف للحصول على عملة صعبة، واستيراد قمح آخر لصناعة الخبز، مما يعزز من قيمة المحصول المصري في الأسواق العالمية.