في خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة مصر كمنتج زراعي رائد، تكشف وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن خطتها الطموحة لزيادة صادرات الرمان المصري، الذي يُعرف بجودته العالية ومذاقه المميز, يأتي هذا التوجه في ظل ارتفاع ملحوظ في الصادرات الزراعية المصرية، التي بلغت 5.2 مليون طن خلال النصف الأول من العام الجاري، مع استمرار الموالح والبطاطس في صدارة قائمة الصادرات.

أهداف طموحة وتحديات قائمة

تهدف الإدارة العامة للحجر الزراعي إلى فتح أسواق جديدة أمام الرمان المصري، بعد أن وصلت صادراته إلى حوالي 130 ألف طن خلال العام الماضي, ومع ذلك، يواجه المحصول عددًا من التحديات التي قد تعيق زيادة حجم الصادرات، أبرزها:

ضعف البنية التحتية: تفتقر بعض مناطق الإنتاج، خاصة في الصعيد، إلى سلاسل تبريد وتغليف حديثة.
نقص الوعي: يفتقر بعض المزارعين إلى الوعي بالتقنيات الزراعية الحديثة الخاصة بالرمان.
المنافسة العالمية: يواجه الرمان المصري منافسة شرسة من أسواق عالمية مثل الهند وإسبانيا، مما يستدعي تحسين العلامة التجارية للرمان المصري.

توصيات فنية لتعزيز الإنتاجية
في إطار جهودها لدعم المزارعين، أصدرت وزارة الزراعة، ممثلة في قطاع الإرشاد الزراعي، نشرة بأهم التوصيات الفنية الواجب مراعاتها خلال شهر يونيو الجاري:

التخلص من السرطانات أسفل منطقة التطعيم في الأصناف المطعومة.
وضع سنادات بجوار الشتلات الضعيفة.
التخلص من الحشائش الموجودة في المزرعة.
الاهتمام بالري وعدم التعطيش، خاصة في المزارع المثمرة.
فرز الشتلات وتجهيزها للزراعة في التربة المستديمة.

تعتمد استراتيجية زراعة وإنتاج الرمان على تقييم الأصناف المحلية، واستيراد الأصناف الجيدة المتوافقة مع الظروف المناخية المصرية. كما تسعى الوزارة إلى نشر زراعة الأصناف المتميزة وتدريب المزارعين على أحدث التقنيات في الزراعة الحيوية والعضوية لتقليل التلوث وزيادة معدلات التصدير.

"رمان 101": صنف جديد بمزايا استثنائية
في إنجاز لافت، تمكن معهد بحوث البساتين مؤخرًا من استنباط وتسجيل صنف رمان جديد باسم "رمان 101", يتميز هذا الصنف بعدة خصائص تجعله إضافة قيمة للقطاع الزراعي المصري:

جودة التلوين الداخلي والخارجي للثمار.
ارتفاع نسبة المواد الصلبة الذائبة الكلية (Tss) والسكريات بالثمار.
ارتفاع الإنتاجية، حيث يصل إنتاج الفدان إلى 21 طن ثمار.
صنف مبكر النضج بحوالي 20 يومًا عن الأصناف الحالية.
انخفاض نسبة التشقق والتنحيس للثمار.
ليونة البذرة داخل الثمار.
يمتلك صفات ثمرية وتسويقية مرغوبة محليًا وعالميًا.

تؤكد هذه الجهود الحكومية التزام مصر بتطوير قطاعها الزراعي وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام "اللؤلؤ الأحمر" المصري.