تُعرف المانجو بلقب "ملكة الفاكهة" عالميًا، وتحتل مكانة استراتيجية كأحد أهم المحاصيل الاستوائية في مصر. بفضل تميز أصنافها المحلية وجودتها العالية، أصبحت المانجو المصرية لاعبًا رئيسيًا في المشهد التصديري العالمي. لكن، مع التحديات المتزايدة للتغيرات المناخية، يصبح فهم هذا المحصول وإدارته أمرًا حيويًا لضمان استدامة إنتاجه وجودته.
يكشف تقرير صادر عن معهد بحوث البساتين عن تفاصيل مهمة حول محصول المانجو المصرية، مكانتها العالمية، والتحديات المناخية التي تواجهها.
المانجو في مصر: شعبية عالمية وإنتاج وفير
تُعتبر المانجو هي "ملكة الفاكهة" ومعشوقة الملايين حول العالم. وتتميز المانجو المصرية بأصنافها الفريدة وجمالها، متفوقة على المانجو في مواطنها الأصلية مثل الصين وباكستان. وفقًا لآخر الإحصائيات، تبلغ المساحة المزروعة بالمانجو في مصر 328 ألف فدان.
أما عن الإنتاج والتصدير، فيبلغ متوسط الإنتاجية 4.6 طن للفدان الواحد، مما يرفع الإنتاج السنوي إلى ما يتجاوز 1.43 مليون طن. وشهد التصدير نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع من 33 ألف طن في عام 2015 إلى 150 ألف طن العام الماضي، وهو مؤشر مبشر على زيادة ملحوظة في نسب التصدير والطلب العالمي على المانجو المصرية.
تحديات المناخ: الصقيع يهدد قلب المحصول
تكمن التحديات الرئيسية للمانجو في حساسيتها الشديدة للتغيرات المناخية، خاصة كونها محصولًا استوائيًا. تتزامن الفترات الحرجة في نمو المانجو (التزهير، العقد، التلقيح، بداية العقد) مع الفترات الحرجة في المناخ المصري العام. تمتد هذه الفترة الحساسة من يناير إلى أبريل ومايو.
أحد أبرز التهديدات هو الصقيع، حيث يؤدي انخفاض درجات الحرارة عن 10 درجات مئوية إلى مشكلة خطيرة. يتسبب الصقيع في تجمد حبيبات الماء في التربة، مما يؤثر سلبًا على امتصاص النباتات للماء، ويضر بعمليات التزهير والبراعم، وقد يؤدي إلى قتل النمو الخضري بالكامل.
لضمان استدامة هذا المحصول الاستراتيجي، يتطلب الأمر جهودًا بحثية وتطبيقية مستمرة للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية "ملكة الفاكهة" المصرية.