تعد المسافة بين أشجار الفاكهة عاملاً أساسياً يؤثر على نمو الأشجار وجودة الإنتاج الزراعي، حيث تحدد قدرة الأشجار على الحصول على الضوء والهواء والمغذيات والمياه بشكل مناسب.
ويتوقف تحديد المسافة المثلى بين الأشجار على عدة عوامل أساسية:
أولاً، حجم الأشجار؛ فالأشجار كبيرة الحجم أو ذات جذور واسعة تحتاج إلى مسافات أكبر لتجنب التداخل بين الفروع والجذور، بينما يمكن زراعة الأشجار الصغيرة على مسافات أقرب.
ثانياً، عمر الأشجار؛ فالأشجار الشابة يمكن زراعتها على مسافات أقرب، إلا أنه مع تقدم عمرها يتطلب الأمر مساحة أكبر للنمو الطبيعي وتطور الفروع والجذور.
ثالثاً، خصوبة التربة؛ فالأراضي الغنية بالعناصر الغذائية تسمح بزراعة الأشجار على مسافات أقرب، بينما الأراضي الفقيرة تحتاج إلى ترك مسافات أكبر لتقليل المنافسة على الغذاء والماء.
رابعاً، نوع حامل الطعم؛ فالأصول القوية للنباتات تحتاج إلى مساحات أكبر بسبب نموها السريع وانتشار جذورها، في حين يمكن تقليل المسافات بين الأشجار المزروعة على أصول قصيرة النمو.
خامساً، الظروف المناخية ونظام الري؛ فالأشجار المزروعة في المناطق الحارة أو الجافة تحتاج إلى مسافات أكبر لتقليل آثار الجفاف، بينما تسمح نظم الري المنتظمة بزراعة الأشجار على مسافات أقرب.
كما يمكن للظروف المناخية القاسية مثل الرياح الشديدة أو البرودة الشديدة أن تؤثر على اختيار المسافة بين الأشجار لتوفير حماية وظروف نمو أفضل.
