أ
أ
قال خبراء زراعيون إن محصول القمح يُعد أحد أهم محاصيل الحبوب الشتوية الاستراتيجية التي تحظى باهتمام كبير من الدولة، بهدف تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة والاقتراب من معدلات الاكتفاء الذاتي، مشيرين إلى أن ذلك يتطلب الالتزام الدقيق بتنفيذ المعاملات الزراعية السليمة، وعلى رأسها معاملات الري، وفقًا للتوصيات العلمية المعتمدة.
توصيات بتوعية المزارعين
وأضاف خبراء القمح بمعهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، أن توعية المزارعين بالتوصيات الفنية الخاصة بري القمح تمثل عاملًا حاسمًا في تحسين نسب الإنبات وزيادة الإنتاجية، لافتين إلى وجود أخطاء شائعة في هذا الشأن تؤثر سلبًا على المحصول.
وأشار الخبراء إلى أن الاكتفاء بتنفيذ ريتين فقط طوال موسم زراعة القمح يُعد من الأخطاء الجسيمة، حيث يؤدي ذلك إلى ضعف إنبات البذور وضمورها، وهو ما ينعكس في النهاية على انخفاض الإنتاجية وحجم المحصول عند الحصاد.
وأوضحوا أن معاملات الري تُعد من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها النبات للوصول إلى أفضل معدلات النمو، مؤكدين أن عدم الالتزام بعدد الريات الموصى به يُفقد المحصول قدرته على تحقيق إنتاجية مرضية.
مطالبة بإجراء خمس ريات بخلاف رية الزراعة
وأضاف خبراء معهد المحاصيل الحقلية أن مزارعي القمح في محافظات الوجه البحري مطالبون بإجراء خمس ريات بخلاف رية الزراعة، مع مراعاة ألا يقل الفاصل الزمني بين الريات عن 20 يومًا، وفقًا لطبيعة الأرض والظروف المناخية السائدة.
وحذر الخبراء من الإفراط في الري أو إهماله، مشيرين إلى أن زيادة مياه الري تؤدي إلى تعفن البذور، في حين يتسبب تعطيش النبات في تحمص الحبوب وضعف التفريع القاعدي وعدم اكتمال الإنبات بشكل سليم.
ضرورة الالتزام بعدد من التوصيات
وأكدوا ضرورة الالتزام بعدد من التوصيات الفنية أثناء تنفيذ معاملات الري، من بينها إجراء من أربع إلى خمس ريات بخلاف رية الزراعة، وتنفيذ رية المحاياة بعد 21 يومًا من الزراعة مع إضافة جرعة السماد المقررة، وإضافة المقنن السمادي قبل الري مباشرة، والري على الحامي، وعدم تجاوز الفاصل الزمني بين الريات والذي يتراوح بين 20 و25 يومًا.
وأشار خبراء القمح إلى أهمية الالتزام بمواعيد الزراعة الموصى بها في محافظات الوجه البحري، والتي تبدأ من 15 حتى 30 نوفمبر، مع التأكيد على أن نهاية الأسبوع الأول من ديسمبر هو الموعد النهائي للزراعة.
وأضافوا أن تأخير زراعة القمح بعد هذا التوقيت يؤدي إلى العديد من الخسائر، أبرزها ضعف التفريع القاعدي، وصغر حجم السنابل، وزيادة فرص تعرض النباتات لرياح الخماسين الساخنة، مما يترتب عليه جفاف الحبوب وتراجع واضح في الإنتاجية.



