تصدير البرتقال.. يشهد اليوم الإثنين انطلاق موسم تصدير البرتقال المصري إلى الأسواق العالمية، في خطوة تعكس استمرار قوة الصادرات الزراعية المصرية وقدرتها على المنافسة الدولية، خاصة في واحد من أهم المحاصيل التصديرية التي تعتمد عليها مصر لتعزيز موارد النقد الأجنبي.

وأكد الدكتور محمد المنسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، أن شحنات البرتقال الخام دخلت بالفعل محطات التعبئة والتصدير منذ بداية شهر ديسمبر الجاري، حيث جرى الانتهاء من أعمال التجهيز والفحص الفني، تمهيدًا لبدء تصدير أول شحنة رسمية اليوم، بعد التأكد من مطابقة المحصول لكافة الاشتراطات المعتمدة.
تنسيق كامل بين الجهات المعنية
وأوضح المنسي أن تحديد موعد بدء التصدير جاء نتيجة تنسيق مشترك بين لجنة الموالح بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، والحجر الزراعي المصري، والهيئة القومية لسلامة الغذاء، وذلك عقب تقييم مؤشرات الإنتاجية، ونسب التلوين، وجودة الثمار، إلى جانب باقي المعايير الفنية الخاصة بمحصول البرتقال.ويُعد البرتقال أحد أهم الصادرات الزراعية المصرية، حيث يحتل مكانة متقدمة في الأسواق العالمية بفضل جودته العالية وتنوع أصنافه، فضلًا عن ملاءمته لمختلف الأذواق والاشتراطات الدولية.

مصر تقترب من صدارة العالم في تصدير البرتقال
وخلال عام 2024، حققت مصر إنجازًا غير مسبوق باحتلالها المرتبة الثانية عالميًا في تصدير البرتقال لأول مرة، متقدمة على جنوب إفريقيا، ومقتربة من إسبانيا التي جاءت في المركز الأول، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي حول معدلات تصدير البرتقال عالميًا.وأظهرت البيانات أن إسبانيا صدّرت نحو 1.189 مليون طن بقيمة بلغت 1.1 مليار دولار، بينما صدّرت مصر نحو 843 ألف طن بقيمة 893 مليون دولار، بفارق يقارب 300 ألف طن فقط، ما يعكس قدرة الصادرات المصرية على المنافسة القوية والاقتراب من صدارة الترتيب العالمي.
قائمة أكبر الدول المصدرة للبرتقال
وبحسب بيانات البنك الدولي، جاءت الدول الأكثر تصديرًا للبرتقال من حيث القيمة على النحو التالي: إسبانيا في الصدارة بقيمة 1.1 مليار دولار، تلتها مصر بقيمة 893 مليون دولار، ثم جنوب إفريقيا بقيمة 758 مليون دولار، والولايات المتحدة بقيمة 521 مليون دولار، وهولندا بقيمة 274 مليون دولار، واليونان بقيمة 223 مليون دولار، وأستراليا بقيمة 222 مليون دولار، ثم الصين وإيطاليا وتركيا.
اشتراطات صارمة لضمان الجودة العالمية
وفي إطار الحفاظ على مكانة مصر التصديرية والسعي للوصول إلى المركز الأول عالميًا، شدد الحجر الزراعي على تطبيق مجموعة من الاشتراطات الصارمة لتصدير البرتقال، في مقدمتها الالتزام الكامل بمنظومة تكويد المزارع، حيث لا يتم استلام أي محصول إلا من مزارع مسجلة ومعتمدة رسميًا.
كما تشمل الإجراءات فحص المحصول وسحب عينات لتحليلها معمليًا، والتأكد من خلوها من متبقيات المبيدات المحظورة، إلى جانب تنفيذ عمليات الغسل والتطهير، واستبعاد الثمار غير المطابقة، ثم التشميع وفرز الأحجام والتعبئة تحت إشراف مهندسين مختصين ومفتشي الحجر الزراعي.
تنويع الأسواق يدعم النمو المستدام
وأكد المنسي أهمية التزام المصدرين باشتراطات الدول المستوردة، سواء فيما يتعلق بنسب متبقيات المبيدات، أو أنظمة التعبئة والتغليف، أو المستندات الصحية، مشيرًا إلى أن دقة الفحص والتجهيز تقلل من فرص رفض الشحنات وتعزز سمعة الصادرات المصرية عالميًا.وشهدت صادرات البرتقال المصري خلال الفترة الأخيرة توسعًا ملحوظًا في أسواق جديدة خارج أوروبا، حيث ارتفعت الشحنات الموجهة إلى كندا، إلى جانب التوسع في أسواق أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والأرجنتين، ما أسهم في تنويع الأسواق وتقليل الاعتماد على وجهات تقليدية، ودعم نمو الصادرات الزراعية المصرية بشكل مستدام.



