أ
أ
تُعد زراعة نبات الجوجوبا (الهوهوبا) من أنجح المشاريع الزراعية التي يمكن تنفيذها في المناطق الصحراوية، نظرًا لتحمّله الشديد للملوحة، وندرة المياه، وارتفاع درجات الحرارة. ويمثل هذا النبات فرصة ذهبية للشباب والمستثمرين الباحثين عن مشروع زراعي طويل الأجل وعائد متزايد بمرور الوقت.
زراعة الشتلات أفضل من البذور
يمكن زراعة الجوجوبا باستخدام طريقتين: الشتلات أو البذور. لكن التوصيات الفنية تؤكد أن الزراعة بالشتلات أكثر جدوى من حيث الإنتاجية وسهولة المتابعة.
إذ تعطي الأشجار المزروعة بالشتلات ضعف إنتاج الأشجار المزروعة بالبذور تقريبًا، مع مجهود أقل خلال مراحل الزراعة والرعاية.
ويتم توزيع الشتلات في الفدان بمسافات مناسبة تتيح نمو الجذور وتسهّل عمليات الري والتلقيح، بينما تستخدم البذور بشكل محدود، وتُزرع للحصول على الأشجار المذكرة اللازمة لعملية التلقيح فقط.

متى يبدأ الإنتاج؟
يبدأ إنتاج الجوجوبا من السنة الرابعة بعد الزراعة، ويزداد تدريجيًا عامًا بعد عام. ويبلغ الإنتاج ذروته عادة في السنوات من الثامنة وحتى الخامسة عشرة، مع ارتفاع سنوي في الكمية بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20%.
الزراعة بالشتلات تمنح إنتاجًا أعلى بكثير من الزراعة بالبذور، مما ينعكس على العائد النهائي بشكل واضح، خاصة في السنوات اللاحقة.
استخدامات زيت الجوجوبا وارتفاع الطلب العالمي
زيت الجوجوبا يعتبر من الزيوت النادرة عالية القيمة، ويتميز بتركيبته الكيميائية الفريدة التي تجعله يدخل في صناعات متعددة، من أبرزها:
مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة
الصناعات الدوائية والبيطرية
إنتاج الزيوت الصناعية والشحوم
تصنيع الوقود الحيوي
صناعة الأحبار والبلاستيك والمطاط
الحفاظ على الأغذية
معالجة مياه الصرف الصحي
الطلب العالمي على هذا الزيت مرتفع، بينما لا تغطي الكميات المنتجة سوى نسبة ضئيلة منه، مما يفتح الباب أمام فرص تصديرية كبيرة للمزارعين والمستثمرين.
جدوى اقتصادية طويلة الأجل
زراعة الجوجوبا ليست فقط وسيلة لتحقيق دخل جيد، بل تمثل أيضًا استثمارًا طويل الأمد في أرض صالحة للاستزراع، بجهد أقل من المحاصيل التقليدية.

كما تتيح هذه الزراعة فرصًا لإقامة مشروعات صناعية قائمة على استخلاص الزيت وتصنيعه، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل للشباب.
فرص التوسع والاستثمار
بفضل مرونة الجوجوبا واحتياجه المحدود للمياه، يُمكن زراعته على نطاق واسع في الأراضي الصحراوية المستصلحة، مع إمكانية التوسع مستقبلًا في إقامة مصانع لاستخلاص الزيت وتصديره للأسواق العالمية. كما تُشجع هذه الزراعة على تحقيق الأمن الزراعي والصناعي معًا.