الخميس، 13 جمادى الثانية 1447 ، 04 ديسمبر 2025

مشروع زراعة التين الشوكي في مصر «كنز الصحاري المصرية »

التين-الشوكي
زراعة التين الشوكي
أ أ
techno seeds
techno seeds
 زراعة التين الشوكي.. يعد التين الشوكي من المحاصيل الزراعية التي شهدت انتشارًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، سواء في الزراعة المنزلية أو على مستوى المزارع التجارية. ويعود السبب في ذلك إلى قدرته الكبيرة على تحمل الظروف الصحراوية والجفاف، مع تحقيق عوائد اقتصادية مرتفعة مقارنة بالعديد من الفواكه الأخرى.


ويشير خبراء الزراعة إلى أن زراعة التين الشوكي تتطلب معرفة دقيقة بخصائص النبات لضمان أفضل إنتاجية وجودة. ويستعرض هذا التقرير أهم المعلومات حول طرق الإكثار، الأصناف المنتشرة، التسميد، الري، الأمراض والآفات، والجدوى الاقتصادية لهذا المحصول.

الإكثار: الطريقة المثلى لبدء الزراعة

يُعد الإكثار بالألواح أو الكفوف الطريقة الأكثر نجاحًا لزراعة التين الشوكي مقارنة بالبذور، حيث تضمن نموًا أسرع وجودة أفضل. ويُنصح بزراعة الكفوف في فصل الربيع من مارس حتى مايو لتحقيق أعلى معدلات نجاح، أو في أواخر الصيف وأوائل الخريف في المناطق ذات المناخ المعتدل.

تشمل خطوات الزراعة اختيار كف ناضج بعمر عام على الأقل وخالٍ من الأمراض، ثم تركه في مكان مظلل لمدة 7–10 أيام لتكوين طبقة واقية، وغرس ثلثه فقط في تربة رملية جيدة الصرف. بعد ذلك، يتم الري لأول مرة بعد أسبوع من الغرس وبكمية خفيفة، ثم الاستمرار في الري كل 10–14 يومًا، مع توفير 6–8 ساعات من الشمس المباشرة يوميًا للنبات.

تجهيز الأرض والري والتسميد

أفضل الترب لزراعة التين الشوكي هي الأراضي الرملية أو الصفراء الخفيفة، مع ضرورة تجنب الأراضي الثقيلة أو شديدة الملوحة. ويعتبر التين الشوكي من المحاصيل منخفضة الاحتياج للمياه، حيث يحتاج للري مرة كل 10–14 يومًا في الصيف، ومرة كل شهر أو حسب سقوط الأمطار في الشتاء.


بالنسبة للتسميد، لا يحتاج النبات لتسميد مكثف خلال أول ثلاثة أشهر، أما بعد الاستقرار فيمكن إضافة السماد البلدي المتحلل بمعدل 20–25 متر مكعب للفدان، إلى جانب جرعات متوازنة من NPK كل 4–6 أسابيع. وينصح الخبراء بتجنب الإفراط في استخدام النيتروجين لأنه يؤدي إلى زيادة الأشواك وتقليل جودة الثمار.

الأصناف المنتشرة والطلب في السوق

الأصناف الأكثر انتشارًا هي: الأصفر المصري، الأحمر ذو الطعم السكري والقشرة السميكة، والأخضر النادر الذي يستخدم أحيانًا في الصناعات المحلية. ويشهد السوق المحلي إقبالًا كبيرًا على التين الشوكي بسبب استخدامه في الغذاء، صناعة العصائر، الأعلاف والزيوت، وهو ما يجعل الطلب مستمرًا ومتزايدًا.

الأمراض والآفات الشائعة

على الرغم من قدرة التين الشوكي على تحمل الظروف الصعبة، إلا أن بعض الآفات والأمراض قد تهدد الإنتاج، أبرزها البق الدقيقي والتين القشري وأعفان الجذور الناتجة عن الري الزائد أو سوء الصرف. وتشمل طرق المكافحة قص وحرق الألواح المصابة، وتحسين الصرف، واستخدام مبيدات متخصصة.

الجدوى الاقتصادية

تكلفة زراعة الفدان تقليديًا تتراوح بين 15–20 ألف جنيه، مع إنتاجية تبدأ من السنة الثانية وتصل إلى 8–12 طنًا للفدان من السنة الثالثة، حسب الرعاية والصنف. ويبدأ موسم البيع من يوليو حتى سبتمبر، بأسعار تتراوح بين 8–20 جنيهًا للكيلو، ما قد يحقق عائدًا يصل إلى 100 ألف جنيه للفدان في الظروف المثالية.

فرص التوسع في التين الشوكي

تتزايد الحاجة لمحاصيل مقاومة للحرارة وموفرة للمياه مع التغيرات المناخية، وهو ما يجعل التين الشوكي خيارًا مثاليًا للمزارعين. كما أن ارتفاع أسعار الأعلاف دفع البعض لاستخدام بعض أصناف التين الشوكي في تغذية الحيوانات، بالإضافة إلى نمو الطلب على العصائر والمنتجات المشتقة منه.

باختصار، أصبح التين الشوكي مشروعًا زراعيًا واعدًا يوفر للمزارعين دخلًا جيدًا، ويتيح لهم فرصة الاستثمار في محاصيل قليلة التكلفة وغنية بالعائد، مع إمكانية الزراعة المنزلية أو على مستوى المزارع التجارية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة