سان تومي
وبرينسيبي – تواجه الدولة الجزرية الواقعة قبالة سواحل غرب أفريقيا تحديات متزايدة
في تدهور الغابات والأراضي الزراعية بسبب التوسّع الزراعي وتغير المناخ، رغم غناها
بتنوعها البيولوجي.
في هذا الإطار، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) والحكومة
الوطنية مشروعًا يهدف إلى إصلاح النظم الإيكولوجية الحرجية المتدهورة وتعزيز
الإنتاج المستدام للكاكاو.
ويشمل
المشروع، الذي يُنفذ بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وبرنامج الأمم
المتحدة للبيئة، دعم مزارعي الكاكاو، مع تركيز خاص على دعم المزارعات، من خلال
تحسين التقنيات الزراعية وتوفير شهادات الزراعة العضوية والتجارة العادلة.
وتعتمد
الدولة بشكل كبير على زراعة الكاكاو، حيث تلعب التعاونية الوطنية لإنتاج الكاكاو
العضوي وتصديره دورًا محوريًا في دعم أكثر من 2000 أسرة.
وتقول المزارعة كامييلا
فاريلّا دي كارفالهو، إحدى أعضاء التعاونية، إن الدخل من الكاكاو يتيح لها تلبية
احتياجات أسرتها وتغطية تكاليف تعليم أطفالها، مشيرة إلى أن التعاونية سهلت تسويق
المحصول وأتاحت فرصًا أكبر للبيع.
من جهة
أخرى، يعمل المشروع على استصلاح الأراضي من خلال زراعة الأشجار المتوطنة وتطبيق
نظم الحراجة الزراعية، حيث تم استصلاح أكثر من 8000 هكتار حتى الآن، ويهدف المشروع
إلى استصلاح 36000 هكتار بحلول عام 2030.
وقد تم إدراج نظام الحراجة الزراعية في
سان تومي وبرينسيبي في قائمة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، مما يعزز
فرص منح شهادات التجارة العضوية والعادلة ويقوي سلاسل القيمة.
وفي إطار
تطوير سلسلة القيمة، تم إنشاء مصنع شوكولاتة محلي تابع للتعاونية، يُمكن المزارعين
من تحويل حبوب الكاكاو إلى منتجات شوكولاتة عالية الجودة، مما يزيد من عوائدهم
ويضمن استفادتهم من كل مراحل الإنتاج.
ويحتفل
العالم يوم 16 أكتوبر بيوم الأغذية العالمي، الذي يسلط الضوء على جهود أبطال
الأغذية، ومنهم مزارعو الكاكاو في سان تومي وبرينسيبي، الذين يسعون لبناء نظم
غذائية زراعية مستدامة وأكثر قدرة على الصمود في مواجهة التحديات البيئية
والاقتصادية.