تواجه شبكات الري بالتنقيط مشكلة متزايدة تهدد جودة وكفاءة توزيع المياه للعناصر الغذائية، مما يؤثر سلبًا على صحة المحاصيل الزراعية وإنتاجيتها.
وترجع أسباب الانسداد إلى عوامل عضوية مثل تراكم الطحالب والبكتيريا، وعوامل كيميائية تتعلق بترسيب الأملاح الكلسية كالكلسيوم والمغنيسيوم، بالإضافة إلى جزيئات الرمل والطين والمواد العضوية الأخرى التي تعيق تدفق المياه عبر النقاطات.
تتطلب معالجة هذه المشكلة خطوات متكاملة تشمل المعالجة الكيميائية باستخدام محاليل تحتوي على الكلور لتفتيت الأملاح المتصلبة، بالإضافة إلى المعالجة الميكانيكية عبر تقليب وهز أنابيب التنقيط مع ضخ مياه عالية الضغط لإزالة الرواسب بشكل فعال.
يتم تطبيق الضغط العالي عبر أنابيب ذات أقطار أكبر تضخ المياه إلى أنابيب ذات أقطار أصغر، مع مراعاة الضغط التشغيلي للنقاطات لضمان توزيع مياه متجانس دون التسبب في تلف الشبكة أو انسدادها.
كما تساهم خلطات الأسمدة الكيميائية غير المناسبة، مثل خلط مركبات تحتوي على الكالسيوم مع مركبات تحتوي على الفوسفور أو السلفات، في تكوين مركبات غير ذائبة تسد النقاطات، مما يستدعي توخي الحذر عند تجهيز محاليل السماد.
أيضًا، يُنصح بفحص مياه الآبار المستخدمة في الري، خصوصًا تلك التي تحتوي على تركيزات عالية من الكالسيوم والمغنسيوم، لتجنب تفاقم مشكلة الانسداد.
ينصح باتباع برامج الغسيل الدوري التي تعتمد على استخدام أحماض مخصصة لإذابة الترسبات، يليها حقن الكلور للقضاء على الطحالب والبكتيريا، مع توفير فترة نقع كافية قبل شطف الشبكة جيدًا.
تُعتبر هذه الإجراءات الوقائية ضرورية لضمان استمرار تدفق المياه بشكل منتظم وصحي، مما يحافظ على صحة المحاصيل ويزيد من إنتاجيتها، ويقلل من الخسائر الناجمة عن انسداد نقاط الري.
ويُشدد على ضرورة عدم خلط المواد الكيميائية مثل الحامض والكلور مباشرةً لتجنب تكون غازات سامة تشكل خطراً على الصحة والسلامة.
تبني هذه الإجراءات يساهم في استدامة أنظمة الري بالتنقيط وتحقيق أفضل النتائج الزراعية في ظل التحديات البيئية والاقتصادية.