تعاني بعض مزارع العنب من مشكلة ذبول وجفاف وصغر حجم حبات الثمار في العقود، ما يؤثر بشكل مباشر على جودة المحصول وحجم الإنتاج, ويرجع ذلك إلى عدة أسباب متنوعة تتعلق بصحة النبات وظروف التربة والعناية الزراعية.
أولاً، تلعب أعفان الجذور دورًا كبيرًا في هذه المشكلة، حيث تعيق قدرة النبات على امتصاص الماء والعناصر الغذائية من التربة، مما يؤدي إلى ضعف تغذية الحبات وتفاوت أحجامها وذبولها. كما أن الإصابة بأمراض مثل البياض الدقيقي على عنقود العنب تسبب جفاف عنق الثمار، مما يؤدي إلى ضعف نمو الحبات وضمورها نتيجة نقص وصول الماء والعناصر الغذائية اللازمة.
ثانيًا، تؤثر الظروف الكيميائية للتربة بشكل ملحوظ على صحة النبات، فزيادة ملوحة التربة وارتفاع درجة قلويتها فوق المعدل الطبيعي تتسبب في تقزم الجذور وضعف انتشارها، وبالتالي انخفاض كمية الماء والغذاء التي تمتصها النباتات، مما ينعكس على صغر حجم الثمار.
ثالثًا، نقص التسميد، وخصوصًا نقص عنصر الكالسيوم، يؤدي إلى ضعف قشرة الثمار وتشققها، كما يؤدي إلى زيادة معاناة النباتات من العطش. كذلك، إصابة الجذور بالديدان الطفيلية (النيماتودا) والاستخدام الخاطئ للمبيدات يساهمان في تفاقم هذه المشكلات الزراعية.
من هنا، تصبح العناية المتكاملة بصحة النبات والتربة، إلى جانب الالتزام بالإرشادات الزراعية المناسبة، من الأمور الضرورية للحفاظ على جودة حجم الثمار وزيادة الإنتاج، وتقليل الخسائر الناتجة عن هذه المشكلات.