يحظى محصول المانجو، الذي يُلقب بـ"ملكة الفاكهة"، بمكانة خاصة على الساحة الزراعية المصرية، لما يتمتع به من قيمة اقتصادية وتصديرية عالية، خاصة في ظل تفرد الأصناف المحلية بخصائص مميزة تجذب الأسواق العالمية. ومع تصاعد تحديات التغيرات المناخية، بات من الضروري اتباع إرشادات دقيقة تضمن تحقيق أعلى إنتاجية وجودة.

اختيار الموقع والتربة أساس النجاح

ينبغي عند تأسيس مزرعة مانجو جديدة تجنب المناطق المنخفضة، نظرًا لتجمع كتل الهواء البارد فيها، مما يجعل الأشجار عرضة للصقيع، وهو ما يؤثر سلبًا على المحصول. وتُعد التربة الطمية الصفراء الخفيفة جيدة الصرف الخيار الأمثل، بينما يُحذر من الأراضي الطينية الثقيلة لتأثيرها السلبي على التهوية والجذور.

تحليل المياه والتربة خطوة لا غنى عنها

قبل البدء في الزراعة، يُوصى بإجراء تحليل دقيق لمياه الري والتربة، حيث أن المانجو من المحاصيل الحساسة لملوحة المياه. وتقل القدرة الإنتاجية للنبات كلما ارتفعت نسبة الأملاح، لذا يجب ألا تتجاوز 1000 جزء في المليون لضمان النمو الآمن.

أصول قوية وشتلات مطعمة شرط للاستدامة

ينصح باستخدام شتلات مطعمة على أصول قوية تتحمل الملوحة المتوسطة، مما يمنح الشجرة فرصة أفضل للنمو في الظروف الصحراوية الخفيفة. ويفضل اختيار الشتلات من مشاتل معتمدة لضمان جودتها، حتى وإن كان سعرها أعلى، باعتبار أن زراعة المانجو استثمار طويل الأمد.

مواصفات الشتلة الجيدة

تشمل أبرز علامات جودة الشتلة أن يكون طولها بين 70 إلى 80 سم، مع توازن في ارتفاع الأصل والطعم، واحتوائها على دورين من النمو الخضري. كما يجب التأكد من خلوها من ظاهرة التفاف الجذور، والتي تُعرف باسم "الساكسفونيا"، لما لها من تأثير سلبي على النمو والإثمار.

تؤكد هذه التوجيهات أن النجاح في زراعة المانجو لا يتوقف على اختيار الصنف فحسب، بل يشمل سلسلة من الإجراءات الدقيقة منذ التأسيس، بما يضمن الاستفادة القصوى من هذا المحصول الواعد.