أ
أ
تتساقط أوراق الأشجار لعدة أسباب، غالبًا ما تكون استجابة طبيعية للظروف البيئية أو مؤشرًا على وجود مشكلات تؤثر على صحة النبات، تُعد هذه الظاهرة، خاصة في فصل الخريف، شكلاً من أشكال الحماية الذاتية التي تتبناها النباتات للحفاظ على بقائها.
تساقط الأوراق في الخريف: استراتيجية البقاء
مع حلول فصل الخريف وقصر ساعات النهار وانخفاض درجات الحرارة، تبدأ النباتات في الاستعداد لفصل الشتاء القارس، تُظهر النباتات النفضية، ذات الأوراق الرقيقة، سلوكًا مختلفًا عن النباتات دائمة الخضرة التي تمتلك طبقة سميكة من الشمع والمادة الصمغية لحماية أوراقها من التجمد.في الخريف، تتوقف الأوراق النفضية عن إنتاج الكلوروفيل (المادة الخضراء)، ويبدأ الصباغ الموجود فيها بالتحلل، مما يكشف عن ألوان الخريف الزاهية. تتوقف الأوعية الناقلة للمياه إلى الأوراق، وتبدأ طبقة تُعرف بـ"طبقة التفرع" في النمو بين ساق الورقة والغصن.

هذه الطبقة من الخلايا تضعف الجدار الخلوي للورقة، مما يسمح لها بالسقوط بشكل طبيعي دون ترك علامات على النبات، هذا السلوك يحمي النبات من تمزق الأوراق عند تجمد المياه بداخلها في الشتاء، ويقلل من الضرر الناتج عن الرياح والثلوج، وأحيانًا بسبب تآكل الحشرات في نهاية الصيف.

تساقط الأوراق بسبب العدوى والأمراض
لا يقتصر تساقط الأوراق على التغيرات الموسمية فقط، فقد يكون مؤشرًا على إصابة النبات بالعدوى المحلية.على سبيل المثال:
• مرض الأنثارانوس (Anthracnose): يُسبب تساقط الأوراق ويصيب أشجار الجميز، الرماد، القيقب، والبلوط الأبيض.• الفطريات: قد تُسبب تساقط أوراق شجر الزعرور. في مثل هذه الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام مبيدات الفطريات في الربيع للتحكم في المرض.

مناطق الانقطاع: آلية بيولوجية دقيقة
يُعرف "الانقطاع" بأنه الانفصال الطبيعي للأوراق، ويُعتقد أنه آلية تساعد النباتات على الحفاظ على المياه أو العناصر الغذائية الضرورية للنمو، وتسهيل عملية التمثيل الضوئي، تحدث هذه العملية في "مناطق الانقطاع" الموجودة عند قاعدة النتوءات الورقية، والتي تُصمم خصيصًا لإسقاط الأوراق من خلال إجراءات بيولوجية تضعف جدران الخلايا، مما يؤدي إلى تمزقها وانفصال الورقة.تأثير الظروف البيئية والطقس
الظروف البيئية تلعب دورًا كبيرًا في تساقط الأوراق:
• الظروف الرطبة أو الجافة جدًا: يمكن أن يؤدي الإفراط في الري أو الجفاف الشديد للتربة إلى اصفرار الأوراق وسقوطها، غالبًا ما تُسقط النباتات أوراقها في الظروف الجافة للحفاظ على ما تبقى من المياه.
• الطقس والمناخ: يمكن أن تؤثر درجات الحرارة القصوى (سواء كانت باردة أو حارة جدًا) والتغيرات المفاجئة في درجة الحرارة على النباتات، مما يتسبب في تحول أوراق الشجر إلى اللون الأصفر أو البني، وبالتالي سقوطها.
باختصار، تساقط أوراق الشجر هو استجابة معقدة ومتعددة الأوجه، تُظهر قدرة النباتات على التكيف مع بيئتها وحماية نفسها من الأضرار المختلفة.