يؤدي تعرض نباتات الباذنجان للإضاءة المستمرة إلى العديد من المشاكل الفسيولوجية التي تؤثر على صحة النبات. واحدة من أبرز هذه التأثيرات هي اصفرار الأوراق، وهو عرض شائع يرتبط بتغيرات في عملية أيض المواد الكربوهيدراتية في النبات. هذه التأثيرات تنتج بسبب الحجب الجزئي لغاز ثاني أكسيد الكربون في بعض الساعات اليومية أثناء تعرض النبات للإضاءة المستمرة، ما يؤدي إلى تأخير ظهور أعراض الاصفرار وضعف شدته.

الدراسات والنتائج:
تأثير الإضاءة المستمرة:

Murage وآخرون (1996 أ) أشاروا إلى أن حجب ثاني أكسيد الكربون خلال الإضاءة المستمرة يؤدي إلى تأخير ظهور الاصفرار، دون تغيير كبير في محتوى الأوراق من العناصر الأساسية مثل البوتاسيوم، المغنيسيوم، أو الكالسيوم.

الإضاءة الزرقاء والحمراء:

في دراسة لاحقة، أظهرت Murage وآخرون (1997) أن الاصفرار الشديد يحدث عند تعرض النباتات للإضاءة المستمرة باستخدام الضوء الأزرق أو الضوء الأحمر. وأظهرت الدراسة أن شدة الاصفرار تتناسب طرديًا مع شدة الإضاءة، بينما تقل شدة الاصفرار عند تعريض النباتات لدرجة حرارة منخفضة 15 درجة مئوية لمدة 12 ساعة يوميًا.

تأثير الإضاءة المستمرة على الأنسجة:

كان الاصفرار الشديد مصحوبًا بتحلل في الأنسجة ونقص في محتوى الأوراق من الكلوروفيل الكلي و الكلوروفيل أ وب، مما يؤكد أن البناء الضوئي أو أيض الكربون في النبات هو الذي يتأثر بشدة نتيجة للإضاءة المستمرة.

التغيرات الفسيولوجية:

الاصفرار يبدأ عادة بعد اليوم الثاني من التعرض للإضاءة المستمرة، حيث تظهر زيادة في نشاط إنزيمات مضادات الأكسدة مثل:
superoxide dismutase
catalase
peroxidase
وهذه التغيرات تشير إلى تفاعل النبات مع الإجهاد الناتج عن الإضاءة المستمرة.

الاستنتاج:

الاستمرار في تعريض نباتات الباذنجان للإضاءة المستمرة يؤدي إلى تفاعلات فسيولوجية قد تؤثر سلبًا على صحة النبات، بما في ذلك الاصفرار الشديد وفقدان الكلوروفيل، مما يضعف قدرة النبات على القيام بالبناء الضوئي بفعالية. لذا، من الأفضل تقليل الإضاءة المستمرة لتجنب هذه الأضرار.