أ
أ
تُعد الأمراض الفسيولوجية للطماطم من أبرز التحديات التي يواجهها المزارعون لتحقيق محصول طماطم ذي جودة عالية. هذه الأمراض لا تنجم عن مسببات مرضية تقليدية مثل الفطريات أو البكتيريا، ولكنها تنتج عن عوامل غير حية تؤثر على النبات. في هذا المقال، سنتعرف على هذه الأمراض وأسبابها وطرق الوقاية والعلاج منها.
تعريف الأمراض الفسيولوجية:
الأمراض الفسيولوجية هي اضطرابات تصيب النباتات بسبب عوامل بيئية غير مواتية، مثل التقلبات في درجات الحرارة، نقص العناصر الغذائية، الإجهاد المائي، أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية. على عكس الأمراض المعدية التي تنجم عن الكائنات الدقيقة، فإن الأمراض الفسيولوجية لا تنتقل من نبات لآخر، لكنها قد تؤدي إلى تدهور كبير في الإنتاجية وجودة المحصول.
أمراض الطماطم الفسيولوجية:
تسبب الأمراض الفسيولوجية خسائر كبيرة في إنتاج الطماطم على مستوى العالم، حيث يمكن أن تصل الخسائر إلى 10-30% من الإنتاج السنوي. كما تؤثر هذه الأمراض على جودة الثمار وقيمتها التسويقية.إليك أشهر الأمراض الفسيولوجية التي تصيب الطماطم وطرق الوقاية منها:
1. تشقق الثمار (Fruit Cracking):
يحدث التشقق في ثمار الطماطم عندما تكون في مرحلة النضج، خصوصًا بعد فترة جفاف تليها أمطار غزيرة ودرجات حرارة مرتفعة. تظهر التشققات في الثمار بشكل دائري أو شعاعي حول الساق.
الأسباب
تقلبات مفاجئة في الري.
تقلبات حادة في درجات الحرارة.
نقص الكالسيوم في التربة.
التعرض المفرط لأشعة الشمس.
الوقاية والعلاج:
الحفاظ على توازن رطوبة التربة من خلال الري المنتظم.
استخدام المُلش لتقليل تبخر الماء.
تسميد النبات وتقويته لمساعدته على تحمل الإجهاد.
زراعة أصناف مقاومة للتشقق.
حماية الثمار من الشمس باستخدام شبكات التظليل.
2. العفن الطرفي (Blossom-End Rot):
العفن الطرفي يظهر كبقع بنية مبللة ثم تتحول إلى اللون الأسود. يحدث هذا المرض غالبًا في الثمار سريعة النمو خلال فترات الطقس
الحار والجاف.
الأسباب:
نقص الكالسيوم في الجزء البعيد من الثمرة.
الإجهاد المائي بسبب تقلبات في إمدادات المياه.
ظروف تؤثر على امتصاص الكالسيوم مثل الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية.
الوقاية والعلاج:
تحليل التربة وتصحيح مستويات الكالسيوم.
تطبيق نظام ري منتظم.
رش الورقة بمركبات الكالسيوم.
تجنب الإفراط في التسميد النيتروجيني.
3. تشوه الثمار (Fruit Deformation):
يشير هذا المرض إلى الثمار التي تنمو بشكل غير طبيعي، مثل المسطح أو المشوه.
الأسباب:
درجات الحرارة المنخفضة أثناء الإزهار وعقد الثمار.ضعف التلقيح أو نقص حبوب اللقاح.
استخدام مبيدات الأعشاب بشكل غير صحيح.
الوقاية والعلاج:
توفير الظروف المثلى لنمو النبات.
استخدام الهرمونات النباتية لتحسين عقد الثمار.
تجنب استخدام مبيدات الأعشاب بالقرب من الطماطم.
4. الكتف الأصفر (The Yellow Shoulder):
تظهر هذه المشكلة في أكتاف ثمار الطماطم المعرضة للشمس، حيث يتحلل الكلوروفيل في تلك المنطقة ويظل اللون أخضر أو يتحول
إلى أصفر.
العلاج:
زراعة أصناف مقاومة للشمس.
قطف الثمار عندما تصل إلى مرحلة اللون الوردي وتركها تنضج في مكان مظلل.
استخدام شبك التظليل لحماية المحصول من الشمس.
5. حروق الشمس (Sunburns):
حروق الشمس تظهر على الثمار الناضجة كمنطقة خضراء أو بيضاء نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس.
الأسباب:
التعرض المفرط لأشعة الشمس المباشرة.
نقص البوتاسيوم في التربة.
ارتفاع درجات الحرارة خلال نضج الثمار.
الوقاية والعلاج:
توفير التظليل الكافي للنباتات.
تطبيق برنامج تسميد متوازن.
زراعة نباتات دوار الشمس حول المحصول لتخفيف حرارة الشمس.
اختيار أصناف مقاومة لأشعة الشمس.
6. احتراق أطراف الأوراق:
يحدث احتراق أطراف الأوراق عندما تصبح الأطراف جافة وتتحول إلى اللون البني.
الأسباب:
الإجهاد المائي الناتج عن نقص الري أو الجفاف.
الإفراط في استخدام الأسمدة، خاصة النيتروجينية.
تعرض النباتات للرياح الجافة والحارة.
الوقاية والعلاج:
تطبيق نظام ري منتظم.
تجنب الإفراط في التسميد واتباع التوصيات المناسبة.
استخدام مصدات الرياح لتقليل تأثير الرياح القوية.
فهم أمراض الطماطم الفسيولوجية وكيفية التعامل معها يعد أمرًا ضروريًا لضمان إنتاج محصول طماطم صحي وعالي الجودة. من خلال تطبيق ممارسات زراعية سليمة واختيار الأصناف المناسبة، يمكن للمزارعين تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض بشكل كبير. كما أن الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل أنظمة الري الذكية وأجهزة مراقبة المناخ يمكن أن تساهم في تحسين ظروف نمو الطماطم وبالتالي تعزيز الإنتاجية والجودة.
