منذ انطلاقه عام 1987، رسّخ سباق Bridgestone World Solar Challenge مكانته كأحد أبرز الأحداث الدولية التي تُقام في أستراليا كل عامين، حيث يجذب أنظار ملايين المتابعين حول العالم.

هذا السباق ليس مجرد منافسة رياضية، بل يُمثل مختبرًا مفتوحًا للتكنولوجيا النظيفة، إذ تقوم فرق جامعية ومدرسية متخصصة في الطاقة الشمسية بتصميم وبناء سياراتهم خصيصًا لخوض هذا التحدي.

السباق عبر الصحراء الأسترالية

يمتد السباق لمسافة 3000 كيلومتر من مدينة داروين في الشمال وصولًا إلى أديلايد في الجنوب، عابرًا بيئة صحراوية قاسية تتسم بالحرارة الشديدة والرياح العاتية.

وعند حلول الساعة الخامسة مساءً، يتعين على الفرق التوقف أينما كانت لإقامة معسكراتها الليلية، مما يجعل السباق اختبارًا مزدوجًا لقدرة الإنسان والتكنولوجيا على التحمل.

الفئات الثلاث للسباق

Challenger: سيارات أحادية المقاعد تعمل فقط بالطاقة الشمسية.

Cruiser: سيارات صديقة للبيئة متعددة المقاعد، تجمع بين الاستدامة والابتكار، مع إمكانية الشحن من مصادر خارجية.

Explorer: منصة مفتوحة لعرض الأفكار والتقنيات الجديدة في مجال الطاقة المتجددة.

هذه الفئات تمنح الشباب فرصة لاستعراض حلول يمكن أن تمهّد الطريق نحو سيارات تجارية أكثر استدامة في المستقبل.

مشاركة عالمية واسعة

يخوض سباق هذا العام 34 فريقًا من 17 دولة، تشمل ألمانيا، هولندا، السويد، إيطاليا، إستونيا، هونج كونج، تايوان، والولايات المتحدة، ما يعكس التنوع العالمي في هندسة الطاقة الشمسية.

ويُعتبر فريق Sunswift Racing من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية المرشح الأبرز للصدارة. فبعد تألقه في نسخة 2023 ضمن فئة Cruiser بسيارته Sunswift 7 قبل أن تؤثر الرياح على أدائه، يعود الفريق هذا العام بنسخة مطوّرة أخف وزنًا بـ 250 كجم، وتضم مقعدين بدلًا من أربعة، وفق اللوائح الجديدة.

ابتكار وتطوير مستمر

تعتمد السيارة الجديدة على نظام فريد أطلق عليه اسم "ثلاثي الجسور"، يجمع بين الألواح الشمسية والبطاريات وخلايا وقود الهيدروجين، في تجربة غير مسبوقة للنقل النظيف. ويؤكد الفريق أن طموحه يتجاوز الفوز، ليصبح إنجازه احتفالًا بانتصار مميز في أديلايد.

كما أدخل المنظمون لوائح جديدة تهدف إلى تعزيز الابتكار ودفع الفرق نحو تطوير تقنيات أكثر كفاءة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع، رغم ما تفرضه من صعوبات إضافية.

ومع بدء العمل على تصميم الجيل المقبل Sunswift 8 المتوقع الكشف عنه في 2026، يتضح أن هذا السباق ليس مجرد تحدٍ رياضي، بل منصة حقيقية لتجريب الحلول العملية التي قد تدفع صناعة السيارات نحو عصر جديد قائم على الطاقة المتجددة.