أ
أ
بعد أن كان على وشك الاندثار، عاد الأوز المصري، الذي يعتبر ثاني أهم سلالة في العالم بعد الصين، للواجهة مرة أخرى بجهود معهد الإنتاج الحيواني , فقد أثبتت الأبحاث أهميته الاقتصادية وقيمته الوراثية الفريدة.
الأوز المصري.. من قدسية الفراعنة إلى تراجع الإنتاج
يُعتبر الأوز المصري من أقدم الطيور التي استأنسها الإنسان، حيث كان رمزًا دينيًا ولغويًا لدى المصريين القدماء. ورغم أن مصر كانت ثاني أكبر منتج للأوز في العالم، إلا أن إنتاجه تراجع بشكل كبير بعد انتشار إنفلونزا الطيور، ما دفع المربين للتخلص من قطعانهم خوفًا من العدوى.

الدكتور سيد محفوظ، أستاذ رعاية الدواجن بمعهد الإنتاج الحيواني، أكد أن المعهد انتبه لقلة المعروض من الأوز في الأسواق عام 2015. وبناءً على ذلك، تم إجراء مسح ميداني شامل في 59 قرية بثلاث محافظات رئيسية (كفر الشيخ، الفيوم، والأقصر)، ليكشف المسح عن غياب تام لمزارع الأوز المتخصصة.
تحديات تواجه تربية الأوز وخطوات المعهد للحفاظ على السلالة
أظهرت نتائج المسح أن تربية الأوز تتم بشكل عشوائي وريفي، حيث تقتصر على قطعان صغيرة وتعتمد على المرأة في إدارتها. وكشف الدكتور محفوظ عن أسباب انخفاض الإنتاجية، مثل ضعف نسبة الفقس والخصوبة، وارتفاع معدلات نفوق الصغار بسبب نقص الرعاية والتدفئة، والجهل بالأساليب الصحيحة للتغذية في المراحل الأولى من العمر.

وللحفاظ على هذه السلالة الفريدة، قام المعهد بجمع عينات من الأوز المصري من المحافظات الثلاث في محطة السرو بدمياط. فقد تميزت كل سلالة بخصائص وراثية فريدة: "الأوز الفيومي" بحجمه الكبير وصداره الطويل، و*"البحيري"* بحجمه الضخم وصداره العريض، و*"الصعيدي"* بحجمه الأصغر وإنتاجيته العالية للبيض.
الأهمية الاقتصادية والفرص المستقبلية
يُعد الأوز طائرًا اقتصاديًا بامتياز؛ فهو يستهلك كميات كبيرة من الحشائش، ما يقلل من تكلفة الأعلاف بشكل كبير بعد الأسابيع الأولى من عمره. كما يتميز بمرونة تسويقه على مراحل، وتعدد منتجاته التي تشمل اللحوم والريش والكبد، بالإضافة إلى بيضه الغني بالبروتين.

ويؤكد محفوظ أن الأوز المصري نقي بنسبة 100% ولم يتم تهجينه مع سلالات أجنبية، وهو ما يجعل الحفاظ على مصادره الوراثية أمرًا بالغ الأهمية. ويعمل المعهد حاليًا على زيادة عدد القطيع بالمحطة، والذي يضم حوالي 200 أوزة، وإجراء انتخاب وراثي لتحسين إنتاجيته.