قال ميشال صليبي، محلل أسواق المال، إن الأسواق المالية العالمية تمر بفترة ترقب حذر مع تزايد التوقعات باتجاه البنك الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب خلال سبتمبر، في ضوء سلسلة من البيانات الاقتصادية السلبية التي تشير إلى تباطؤ في نمو الاقتصاد الأمريكي.
وأكد صليبي خلال تصريحات تلفزيونية ببرنامج أرقام وأسواق، المذاع على قناة أزهري، أن القلق من الركود التضخمي في الولايات المتحدة يدفع المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب وسندات الخزانة، مضيفًا أن هذه التوجهات قد تدفع البنك الفيدرالي إلى تسريع وتيرة خفض الفائدة بصورة أكثر عدوانية من المتوقع، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على أسواق الذهب والسلع.
وفي هذا السياق، قال صليبي إن أسعار الذهب تواصل ارتفاعها قرب مستويات قياسية، حيث يتم تداول المعدن الأصفر حاليًا قرب 3640 دولارًا للأونصة، متوقعًا أن يصل الذهب إلى مستوى 3800 دولار في المدى القريب، مدعومًا بعدة عوامل من بينها الشراء المستمر من البنوك المركزية، خاصة في الصين، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية.
وحول أسعار النفط، أوضح صليبي أن القرار الأخير لمنظمة أوبك+ برفع الإنتاج بشكل معتدل يشير إلى سعي المنظمة للحفاظ على الحصة السوقية، رغم التحديات الاقتصادية العالمية. لكنه حذّر من أن ضعف الطلب العالمي قد يحد من مكاسب الأسعار، مشيرًا إلى أن الاتجاه الصاعد للنفط سيتطلب محفزات أكبر من مجرد تعديلات إنتاجية.
وفي ما يخص العملات الرقمية، تحدث صليبي عن البيتكوين، التي تشهد موجة صعود، حيث ارتفعت اليوم بنسبة 1% لتسجل 112,000 دولار.
وقال إن مستوى 110,000 دولار يمثل دعماً قوياً للسوق، وإذا ما تم الثبات أعلاه، فقد نشهد ارتفاعات جديدة تصل إلى مستويات 120,000 – 125,000 دولار، بشرط استقرار السوق وعدم حدوث تقلبات سياسية أو تنظيمية مفاجئة.
كما تطرق صليبي إلى أداء الأسواق الأوروبية، مشيرًا إلى أن ارتفاع مؤشرات الأسهم في أوروبا مؤخراً يأتي مدفوعًا بضعف الدولار، وتحولات سياسية في فرنسا قد تُغيّر موازين المشهد السياسي والاقتصادي في منطقة اليورو، ما يجعل الأسواق الأوروبية جاذبة للسيولة في الوقت الراهن.
