شهد اليوم الثاني للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC’25) مشاركة فاعلة للهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في مناقشات تطوير أداء وحدات الرعاية الأولية، حيث لاقت معايير “جهار” إشادات واسعة خلال الجلسات، لدورها في توحيد مستوى خدمات الرعاية الأولية وترسيخ ثقافة الجودة في القطاع الصحي.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبد الغفار، أن ترسيخ ثقافة الجودة داخل وحدات الرعاية الأولية يُعد ضرورة لتعزيز كفاءة المنظومة الصحية ورفع وعي الكوادر.
كما شدد رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، الدكتور أحمد طه، على أن الاستثمار في الرعاية الأولية هو المسار الأمثل لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وأهداف التنمية المستدامة.
وأشار نائب وزير الصحة والسكان لشؤون السكان، د. عبلة الألفي، إلى أن تطوير وحدات الرعاية الأولية واعتمادها وفقًا لمعايير GAHAR يعزز ثقة المواطنين ويرفع مستوى جودة الخدمات الصحية، فيما أكد نائب وزير الصحة والسكان لشؤون الطب الوقائي، د. عمرو قنديل، أن معايير “جهار” تمثل وحدة قياس موحدة لضمان جودة الخدمات الصحية، مشيرًا إلى جهود الوزارة للتوسع في اعتماد وحدات الرعاية الأولية مع الحفاظ على استدامة الجودة.

بيان الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية
وأوضح الدكتور أحمد طه أن وحدات الرعاية الصحية الأولية تمثل الأساس لبناء نظام صحي قوي ومستدام قادر على تلبية احتياجات المواطنين وتعزيز مرونة القطاع الصحي في مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن الاستثمار في الرعاية الأولية هو الطريق الأمثل لتحقيق التغطية الصحية الشاملة والتنمية المستدامة.وأضاف أن الهيئة اعتمدت حتى الآن 651 منشأة صحية وفقًا لمعايير GAHAR المعتمدة دوليًا، وهو ما يعكس التزام الدولة بتطبيق أعلى معايير الجودة في تقديم الخدمات الصحية. وشدد على أن ترسيخ ثقافة الجودة داخل وحدات الرعاية الأولية يمثل خطوة محورية لتسريع تحقيق التغطية الصحية الشاملة، اتساقًا مع رؤية الجمهورية الجديدة وتوجيهات القيادة السياسية.
وأشار إلى دور GAHAR في مبادرة “حياة كريمة” من خلال مراجعة واعتماد التصاميم الهندسية لـ124 مركز رعاية صحية أولية جديدة ومحدثة، مما يسهم في تحسين البنية التحتية الصحية ورفع جاهزية المنشآت لتقديم خدمات آمنة وفعالة.
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر ضمن جلسة بعنوان: “تحول نموذج الرعاية الصحية الأولية في مصر: نحو نظام مستدام ومرن مع عائد استثماري قابل للقياس”، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وعدد من القيادات الصحية الوطنية والدولية.
وأوضح الدكتور طه أن أكثر من 5000 وحدة رعاية صحية أولية تشكل البنية الأساسية لنظام صحي شامل ومستدام في مصر، مؤكدًا أن توسيع نطاق تدخلات الرعاية الأولية في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل يمكن أن ينقذ نحو 60 مليون شخص ويزيد متوسط العمر المتوقع بمقدار 3.7 سنوات بحلول عام 2030 وفق الإحصاءات العالمية.
كلمة نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان
أكد الدكتور خالد عبد الغفار أن وحدات الرعاية الصحية الأولية تمثل الركيزة الأساسية لصحة الأسرة والمجتمع، مشيرًا إلى أنها الخط الأمامي في تقديم خدمات الوقاية والعلاج والتوعية، وتسهم مباشرة في تحسين جودة الحياة وتقليل الضغط على المستشفيات.وأضاف أن الوزارة تعمل على ترسيخ ثقافة عمل مؤسسية داخل الوحدات تقوم على الجودة والالتزام بالمعايير، إلى جانب رفع وعي الكوادر الصحية بأهمية الدور الحيوي للرعاية الأولية، مؤكداً أن التحسين المستمر لأداء الطبيب والفريق الصحي داخل الوحدات هو المفتاح الرئيسي لرفع رضا المواطنين.
تأكيد نائب وزير الصحة لشؤون السكان
ذكرت د. عبلة الألفي أن وزارة الصحة تبذل جهوداً كبيرة لتطوير وحدات الرعاية الأولية لتكون البوابة الرئيسية لكافة الخدمات الصحية، إضافة إلى جذب المواطنين وتعزيز ثقتهم بمستوى الخدمة المقدمة، مشيرة إلى أن حصول هذه الوحدات على الاعتماد وفق معايير الهيئة يضمن تحقيق أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية لجميع المواطنين.جلسات المؤتمر
شهدت الجلسة التي أدارها د. حميد رافجي، المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، مشاركة كل من: د. عبلة الألفي، د. خالد محمود عبد الحليم، محافظ قنا، د. محمد لطيف، الرئيس التنفيذي للمجلس الصحي المصري، د. أحمد العدوي، د. لي واليس، رئيس برنامج طب الطوارئ والرعاية الحرجة بمنظمة الصحة العالمية، د. مورين لويز غالاغر، رئيس قطاع بقاء ونماء الطفل بمنظمة اليونيسف مصر، د. إسحاق إبراهيم، مدير مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الجيزة، ود. تامر عاطف مدكور، وكيل وزارة الصحة بمحافظة القاهرة.وناقش المشاركون تعزيز دور الرعاية الأولية كحجر زاوية للنظام الصحي، وتحويل مراكزها إلى مراكز تميز تقدم خدمات متكاملة، بالإضافة إلى الإصلاح المؤسسي، إدارة العمليات التشغيلية بالتقنيات الحديثة، تنمية القوى البشرية في طب الأسرة، دور الرعاية الأولية في الطوارئ الصحية وحماية حقوق الأطفال والمراهقين، واستعراض نماذج وطنية ودولية ناجحة للرعاية المتكاملة.
جلسة “نحو رعاية صحية أكثر شمولية”
شارك رئيس الهيئة في جلسة بعنوان: “نحو رعاية صحية أكثر شمولية: اعتماد منشآت الرعاية الأولية وتعزيز جودة الخدمات وإتاحة خدمات محدثة”، حيث ناقشت الجلسة دور الاعتماد كأداة استراتيجية لتحسين جودة الخدمات وتسريع دمج منشآت الرعاية الأولية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، إلى جانب جهود الوزارة في تطوير خدمات الرعاية الأساسية وتنمية الأسرة، وتيسير خدمات نفقة الدولة داخل الوحدات لتخفيف العبء عن المواطنين.أدار الجلسة د. سمير الدميري، القائم بتسيير أعمال رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية المتكاملة، بمشاركة: د. عمرو قنديل، د. أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، د. رشا خضر، رئيس قطاع الرعاية الصحية الأولية وتنمية الأسرة، ود. نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر.
وأكد الدكتور أحمد طه أن تحديد وحدة القياس يُعد الخطوة الأولى في رحلة التحسين نحو جودة الرعاية الصحية، مشدداً على أن التأمين الصحي الشامل لا يمكن تحقيقه دون وحدات رعاية أولية تعمل بمعايير جودة واضحة ومعتمدة.
وأضاف أن الرعاية الأولية تمثل ركيزة العدالة في توزيع الخدمات وسهولة الوصول إليها، حيث تقدم نحو 85% من الخدمات الصحية الأساسية للمواطنين، موضحًا أن الاعتماد ليس مجرد شهادة، بل عملية تحول في الثقافة والسلوك داخل المنشآت لترسيخ مفهوم الجودة.
وأشاد د. عمرو قنديل بدور الهيئة في دعم اعتماد الوحدات وتقديم التدريب والدعم الفني، مشيراً إلى أن معايير “جهار” تمثل وحدة قياس تضمن توحيد الأداء ورفع جودة الخدمات في جميع المحافظات، مؤكداً على تسريع وتيرة اعتماد الوحدات مع ضمان استدامة جودة الخدمة.
من جانبه، أشاد د. أحمد السبكي بالتطور الملحوظ في مجالي الطب الوقائي والرعاية الأولية في مصر، مؤكدًا أن هذا القطاع يرتكز على أساس قوي ومرن قادر على التطوير السريع لمواكبة احتياجات المرحلة.
وأكدت د. نعمة عابد أن القطاع الصحي المصري يتميز برؤية واستراتيجية موحدة تعمل جميع الجهات الوطنية والشركاء الدوليون في إطارها، بما يضمن تسريع تحقيق الأهداف نحو نظام صحي شامل وعادل ومستدام وفق أهداف التنمية المستدامة 2030.
قدمت د. رشا خضر عرضًا تناول أداء قطاع الرعاية الأولية خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن تطبيق معايير الاعتماد الصادرة عن “جهار” أسهم بشكل واضح في تحسين مؤشرات الأداء ورفع جودة الخدمات داخل الوحدات والمراكز الصحية، بما يعزز جاهزية وحدات الرعاية الأولية لدعم تحقيق التغطية الصحية الشاملة وفق رؤية مصر 2030.




