تترقب الأسر المصرية بشغف إعادة افتتاح حديقة حيوان الجيزة، المقرر مبدئيًا في عام 2026، بعد إغلاق استمر لسنوات ضمن خطة تطوير طموحة تُعد الأضخم منذ إنشاء الحديقة عام 1891. المشروع لا يهدف إلى التجديد فقط، بل إلى تحويل الحديقة، التي تُعد ثالث أقدم حديقة حيوان في العالم، إلى واحة بيئية وسياحية عالمية تطابق أعلى المعايير الدولية لرعاية الحيوان وإدارة المواقع البيئية.

ربط تاريخي وتوسع فريد: حيوان الأورمان متكامل

أحد أبرز ملامح خطة التطوير هو ربط حديقة الحيوان بحديقة الأورمان بشكل مباشر عبر نفق حديث. هذا الدمج يخلق أكبر مساحة ترفيهية متصلة في قلب الجيزة، ويحقق توصيات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) بدمج الحدائق النباتية مع حدائق الحيوان، مما يعزز مكانة الموقع كمركز بيئي وثقافي متكامل.

ملامح الحديقة بعد الافتتاح: سفاري مصغرة وتجارب تفاعلية

كشفت خطة التطوير عن إضافات نوعية ستغير تجربة الزوار جذريًا، تحديث بيئات الحيوانات: تجديد البيوت التاريخية (مثل بيت الزواحف والأسود) وتصميم أماكن معيشة جديدة تحاكي الطبيعة الأصلية للحيوانات لضمان رفاهيتها.

تجربة السفاري: إنشاء سفاري مصغرة ومسارات مشاهدة آمنة في مناطق مثل منطقة القردة، لتقديم مشاهدة واقعية وتفاعلية.

الحفاظ على التراث: المحافظة على 8 معالم تاريخية وأثرية فريدة، أبرزها كوبري إيفل، القاعة الملكية، جزيرة الشاي، والمتحف الحيواني.

ترفيه متكامل: إضافة مناطق ألعاب متطورة للأطفال، مسرح مكشوف للعروض التعليمية والتفاعلية، ومناطق راحة ومطاعم وكافيهات بمعايير عالمية.

لماذا الإغلاق الطويل؟

الإغلاق الذي بدأ رسميًا في يوليو 2023 كان ضروريًا لتحقيق رؤية شاملة وطموحة، تشمل:

حماية الأصول: صيانة المباني التاريخية والأثرية وتحديث بنية تحتية مهترئة لم تُجدد منذ عقود.

رفع مستوى الرعاية: تحسين ظروف معيشة الحيوانات لتتوافق مع المعايير العالمية التي يتابع تطبيقها الاتحاد الأفريقي لحدائق الحيوان.

جاهزية الاستقبال: رفع كفاءة الاستيعاب لضمان استقبال ملايين الزوار سنويًا بكفاءة عالية.

تمت عملية التطوير بالتعاون مع نخبة من الخبراء والاستشاريين العالميين، مما يؤكد التزام مصر بتقديم منصة تعليمية وبيئية وثقافية فريدة تلهم الأجيال القادمة وتحافظ على إرثها العريق.