الأحد، 20 ربيع الثاني 1447 ، 12 أكتوبر 2025

د. محمد عثمان استشاري الإنتاج الحيواني في ندوة اجرى نيوز: يكشف عن اهم مشروعات انتاج الالبان واللحوم فى مصر ..صور

محمد عثمان
الدكتور محمد عثمان استشاري الإنتاج الحيواني في ندوة اجرى نيوز
أ أ
techno seeds
techno seeds

أكد الدكتور محمد عثمان استشاري الإنتاج الحيواني في ندوة اجرى نيوز، أن الربحية الاقتصادية الجيدة في مشاريع إنتاج الألبان تتطلب البدء بقطيع لا يقل عن 100 بقرة.

وشدد الدكتور عثمان على أن أساسيات المزرعة الحديثة قد تغيرت، وأصبح التركيز على تطبيق معايير علمية دقيقة لضمان صحة وراحة الأبقار، مما ينعكس بشكل مباشر على الإنتاج.

وحذر الاستشاري من أن قطاع الألبان في مصر يواجه تحديات هيكلية تتعلق بضعف الإنتاجية المحلية والاعتماد الكبير على الاستيراد، مشيراً إلى أن ما يتم تحقيقه هو "نسب توفير" وليس "اكتفاء ذاتياً".

1. الركيزة الاقتصادية والإنتاجية: 100 بقرة و80% استيراد


أوضح الدكتور محمد عثمان أن الهدف الرئيسي من المشاريع يجب أن يكون تحقيق استقرار اقتصادي وتجنب التفاعل مع تذبذب سعر الدولار.

الحد الأدنى للربحية: أكد الدكتور عثمان أن بدء مشروع إنتاج الألبان يجب أن يكون بقطيع لا يقل عن 100 بقرة لضمان ربحية اقتصادية جيدة.

التبعية للاستيراد: كشف الاستشاري أن 80% من تكلفة البقرة اليوم مستوردة، بينما لا يتجاوز المكون المحلي 20%. وأوضح أن مصر لا تحقق "اكتفاء ذاتياً" في إنتاج الألبان، بل تحقق "نسب توفير"؛ لأن الاكتفاء الذاتي الحقيقي يتطلب توفير سلسلة إنتاج متكاملة محلياً، تشمل الذرة والصويا والبرسيم والسيلاج والأدوية والتحصينات.

فجوة الإنتاج والهلاك: أشار الدكتور عثمان إلى أن نصيب الفرد في مصر من اللبن يبلغ 62 لتراً سنوياً، وهو ما يمثل نصف المتوسط العالمي البالغ 119 لتراً، محذراً من أن نصيب الفرد سيتراجع إلى 58 لتراً بحلول عام 2030 إذا لم يتم زيادة الإنتاج.

تدهور الإنتاجية: ذكر أن متوسط إنتاج البقرة في أمريكا (سلالة الهولشتاين) يتراوح بين 11 إلى 12 طناً سنوياً، بينما يبلغ متوسط إنتاج البقرة في مصر (شاملاً المزارع والمربي البسيط) 1.1 طن (طن و100) سنوياً فقط.

2. "راحة البقرة" (Cow Comfort): علم وأساس للإنتاج


شدد الدكتور محمد عثمان على أن مفهوم "راحة البقرة" لم يعد من الرفاهيات، بل أصبح علماً وأساساً من أساسيات تربية الأبقار لضمان الإنتاج العالي:

مساحات الإيواء: تتطلب الراحة توفير مساحات محددة داخل الحظائر:

مساحة الراحة: يجب أن تتوفر مساحة لا تقل عن 40 إلى 60 متراً مربعاً للبقرة الواحدة في نظم الإيواء المفتوحة.

مساحة الحظيرة الإجمالية: يجب أن تستوعب مساحة الحظيرة 40 متراً مربعاً لكل بقرة.

مكان التغذية (الطوالة): يجب تخصيص مساحة لا تقل عن 90 سم لكل بقرة على طوالة العلف.

الإجهاد الحراري: يمثل الإجهاد الحراري (Heat Stress) مشكلة رئيسية تؤثر على الإنتاج، حيث يمكن أن ينخفض إنتاج الحليب بنسبة 30% للبقرة الواحدة في فصل الصيف، أي ما يعادل خسارة من 10 إلى 12 كيلوغراماً في البقرة التي تنتج 40 كيلوغراماً. لمواجهة ذلك، أصبحت نظم التبريد الفعالة استثماراً رئيسياً وضرورة أساسية في إنشاء مزارع الألبان.

3. المحلب والتخطيط الاستراتيجي


أوضح الدكتور عثمان أن "المحلب" (صالة الحلب) يُعتبر الكيان الأساسي في المزرعة، وشدد على أهمية التخطيط له منذ البداية:

وحدات الحلب: بالنسبة لقطيع يضم 100 بقرة، فإن العدد التقريبي لوحدات الحلب المطلوبة هو 6 وحدات (3 يمين و 3 شمال).

التخطيط للطاقة القصوى: أوصى بضرورة التخطيط للمحلب من البداية على أساس الطاقة القصوى المتوقعة للمشروع (مثل 200 بقرة)، حيث يتم إنشاء المبنى بالكامل وتجهيزه لنهاية المشروع، ثم تركيب نصف وحدات الحلب في المرحلة الأولى، على أن يتم تركيب النصف الآخر عند التوسع، لأن تعديل هيكل المحلب لاحقاً يعد أمراً صعباً ومكلفاً.

4. التحسين الوراثي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي


أشار الاستشاري إلى أهمية التحسين الوراثي وتطور التكنولوجيا في إدارة القطيع:

الوراثة والاستثمار بعيد المدى: وصف التحسين الوراثي بأنه "استثمار بعيد المدى" تظهر نتائجه بعد أربع أو خمس سنوات. وأكد أن المشكلة الأولى في مصر التي تعيق التحسين الوراثي هي غياب قاعدة بيانات أساسية وموثوقة تشمل التعداد والإنتاجية للأبقار.

"كذبة عدم التكيف": فنّد الدكتور عثمان "الكذبة التي صدقناها" حول عدم قدرة الحيوانات الأجنبية على العيش طويلاً في مصر، مؤكداً أن حيوان اللبن الذي يحصل على جميع معايير الرعاية (التبريد والتغذية) يمكن أن يحقق متوسطات إنتاجية أعلى.

فرز الهولشتاين الوراثي: كشف عن أن سلالة الهولشتاين تُقسم الآن إلى ثلاث درجات: المختبرة وراثياً (الأفضل)، والمسجلة، والـ "جريد".

وأكد أن الاختبار الوراثي أصبح روتيناً في أمريكا لتحديد التركيب الوراثي الكامل ومستقبل الحيوان الإنتاجي والصحي من عينة شعر بعمر يوم واحد.

حساسات الذكاء الاصطناعي: أوضح أن تقنية "الحساسات" (Sensors) تتيح دقة غير مسبوقة، وتنقسم إلى:

حساسات بيئية: تقيس الحرارة والرطوبة وتشغل نظم التبريد أوتوماتيكياً.

حساسات فسيولوجية: تتابع جودة الإنتاج مثل قياس نسبة الدهون والبروتين في الحليب.

حساسات سلوكية (الحركة): ترصد عدد خطوات الحيوان لتحديد فترة الشياع (زيادة الخطوات) أو الكشف المبكر عن الأمراض (انخفاض الخطوات).

5. الرعاية الصحية والأمراض الوبائية: "الرعاية التناسلية حجر الزاوية"


شدد الدكتور عثمان على أن استراتيجية الرعاية الصحية يجب أن تقوم على منع الأمراض والاكتشاف المبكر:

الرعاية التناسلية: اعتبر أن "الرعاية التناسلية" هي أهم عمليات القطيع؛ لأن البقرة لا تنتج الحليب إلا بعد الولادة. وحذر من أن ضعف الكفاءة التناسلية يؤدي إلى خسارة إنتاج مئات الأبقار في القطيع الكبير.

التحصين ضد الحمى القلاعية: أكد على خطورة مرض الحمى القلاعية (FMD)، واصفاً إياه بأنه أكثر الأمراض تدميراً اقتصادياً لمزارع إنتاج اللبن، حيث يسبب قرحاً تفقد البقرة قيمتها الإنتاجية بالكامل. وأكد على ضرورة توفير "جرعة مُقوّية" أو "بوستر" بعد الجرعة الأولية، والانتظام في التحصين ضد سلالات الفيروس المتطورة (مثل O، A، SAT 2، و SAT 1).

6. اختيار السلالة: "الهولشتاين" للحليب و"البلدي" للتسمين


أكد الخبير أن اختيار السلالة يتحدد وفقاً للهدف الإنتاجي ومتطلبات السوق:

لإنتاج الألبان: سلالة الهولشتاين هي الأفضل والأعلى في إنتاج الحليب في السوق المصري، وتتراوح إنتاجيتها بين 35 و 40 لتراً يومياً. وأشار إلى أن تكلفة تغذية البقرة الهولشتاين الواحدة في أي مزرعة حلاب تبلغ حوالي 500 جنيه مصري يوميًا.

إنتاج الأجبان: أوضح أن أوروبا تفضل سلالات تنتج لبناً بنسبة دهن وبروتين عاليين لإنتاج الأجبان، مثل الجيرسي والسيمنتال. وتتميز سلالة الجيرسي بأنها ثاني أكثر الأبقار ربحية عالمياً، وتنتج نسبة دهن 4.5% وبروتين أعلى بكثير من الهولشتاين، كما أن مشاكلها الصحية والتناسلية تكاد تكون منعدمة.

التسمين: أكد أن السوق المصري لديه تفضيل واضح لـ "العجل البلدي" في قطاع اللحوم، مشدداً: "السوق هو الذي يحكمك". فالعجل البلدي، على الرغم من أن معدل نموه قد يكون أقل، يتميز بـ "ماركت رائع" وسعر أعلى عند البيع مقارنة بالسلالات العالمية ذات الأوزان الكبيرة.

7. الاستدامة والربحية: تحذير من أخطاء التصميم


اختتم الدكتور محمد عثمان بالتأكيد على أن مشاريع الإنتاج الحيواني تتميز بـ "الاستدامة" والربحية العالية، حيث تحقق مشاريع أبقار الحلاب نسبة تتراوح بين 40% إلى 45% على المصاريف المباشرة.

وحذر من الجوانب السلبية التي تعصف بالمشروع، وهي الأخطاء في التخطيط والتصميم منذ البداية، مشدداً على أن الخطأ في الإنشاءات بمشروع بقرة حلاب هو خطأ "مش هتعرف تعدله تاني"، مما يعني أن إنتاجية المزرعة ستظل منخفضة "لطول عمرها 30 سنة، 40 سنة".






اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة