في إنجاز زراعي غير مسبوق، نجحت جمهورية مصر العربية في تحقيق أعلى إنتاجية على مستوى العالم لمحصول الأرز لكل وحدة مساحة، ما يعكس تطوراً نوعياً في قطاع الزراعة ويدعم توجهات الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي.

وأكد الدكتور خالد جاد، وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية، في تصريح خاص لـ  اجري نيوز ، أن مصر تمكنت من مضاعفة إنتاجية الفدان الواحد من محصول الأرز من 2.6 طن في السابق إلى نحو 4.5 طن حالياً، بنسبة زيادة تقارب 73%.

جاء ذلك نتيجة جهود بحثية وتطويرية شاملة لتحديث نظم الزراعة وتحسين كفاءة الموارد.

وأضاف الدكتور جاد أن مدة زراعة الأرز تقلصت من 160 يومًا إلى أقل من 120 يومًا، ما ساهم في تحسين دورة الزراعة وزيادة عدد الدورات الإنتاجية سنويًا، مع خفض كبير في استهلاك المياه يصل إلى أكثر من 25% مقارنة بالفترات السابقة، ضمن مبادرات مصرية لتطبيق الزراعة الذكية المستدامة.

وأشار  جاد إلى استحداث أكثر من ثمانية أصناف جديدة من الأرز تتميز بخصائص فنية عالية، منها أصناف قابلة للزراعة المباشرة دون الحاجة للمشتل، مع إمكانية ريها كل 8 أيام، مما يخفف العبء المائي ويخفض التكاليف الإنتاجية بشكل ملحوظ.

كما لفت  الدكتور جاد  إلى نجاح مصر في استنباط صنف أرز بسمتي محلي، إلى جانب تطوير مضارب الأرز البسمتي، ما أسفر عن توفير ملايين الدولارات سنويًا كانت تُنفق على استيراد هذا الصنف، ويُعد هذا الإنجاز خطوة استراتيجية لتعزيز القيمة المضافة في قطاع الأرز.

وفي إطار تبادل الخبرات وتعزيز التعاون الإقليمي، استضافت مصر منتدى مركز الأرز الأفريقي، بحضور وفد رسمي مكون من أكثر من 45 شخصية وزارية ودبلوماسية وعلمية من مختلف الدول الأفريقية، لمناقشة الاستفادة من التجربة المصرية الرائدة وتطبيقها بما يسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي بالقارة.

ويأتي هذا الإنجاز في سياق رؤية مصر الطموحة لتطوير منظومة الزراعة وزيادة الإنتاجية بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للدولة في مجال التنمية المستدامة والأمن الغذائي.