السبت، 11 ذو الحجة 1446 ، 07 يونيو 2025

ذبح الأضحية بعد العصر.. هل هو صحيح؟ أمين الفتوى بدار الإفتاء يجيب ويوضح أوقات الذبح الشرعية

ذبح
ذبح الاضحية
أ أ
techno seeds
techno seeds
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتزايد التساؤلات حول الأحكام الشرعية المتعلقة بذبح الأضاحي, ومن أبرز هذه التساؤلات: هل يجوز ذبح الأضحية بعد صلاة العصر في أيام العيد؟


أجاب عن هذا السؤال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر لصفحة الإفتاء على "فيسبوك"، مؤكدًا أن ذبح الأضحية بعد العصر صحيح ومقبول شرعًا, وأوضح الشيخ وسام أن وقت الذبح الشرعي يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، ويمتد حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة, وأكد أن الذبح في هذا النطاق الزمني يحقق ثواب الأضحية، ولا يؤثر تأخير التقطيع والتوزيع على هذا الثواب.

متى يبدأ وقت ذبح الأضحية وينتهي؟

تبدأ فترة ذبح الأضحية بعد شروق شمس اليوم العاشر من ذي الحجة، وتحديدًا بعد دخول وقت صلاة الضحى ومضي وقت يكفي لأداء ركعتين من الصلاة وخطبتين خفيفتين, هذا القول هو المفتى به لدى الشافعية والحنابلة، وبه قال ابن المنذر وداود الظاهري والطبري.

أما عن نهاية وقت الذبح، فإنه ينتهي بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي رابع أيام العيد, وهذا يعني أن أيام النحر أربعة: يوم العيد وثلاثة أيام التشريق التي تليه, واستشهد الشيخ وسام بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ، وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ" رواه أحمد, كما أشار إلى قول الإمام الشافعي في "الأم": "فإذا غابت الشمس من آخر أيام التشريق، ثم ضحى أحد، فلا ضحية له".


أفضل وقت للذبح وحكم الذبح قبل العيد:

وأفضل وقت لذبح الأضحية هو اليوم الأول من العيد، أي يوم الأضحى، بعد أن يفرغ الناس من صلاة العيد, هذا لما في ذلك من المسارعة إلى الخير، امتثالًا لقول الله تعالى: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران: 133).

وفي سياق متصل، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأضحية سنة مؤكدة في حق المسلمين المستطيعين، وتتعين بالتعيين, وفي ردها على حالة ذبح أضحية أصابها المرض قبل العيد وأشرفت على الموت، أوضحت الإفتاء أن هذا العمل مشروع ويثاب عليه صاحبه كصدقة، ولكن هذا اللحم لا يعد أضحية, فالأضحية لا تكون إلا بالذبح بعد صلاة العيد، استنادًا لقوله تعالى: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" [الكوثر: 2]، ولقول سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَنَسَكَ نُسُكَنَا فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ" رواه أبو داود.

تأكيد من الأزهر الشريف:

من جانبه، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد, وأشار المركز إلى اختلاف في نهاية الوقت بين الجمهور والشافعية؛ فالجمهور يرون أن الوقت ينتهي بمغيب شمس ثاني أيام التشريق (ثالث أيام العيد)، بينما يرى الشافعية أنه ينتهي بمغيب شمس ثالث أيام التشريق (رابع أيام العيد).

كما أوضح الأزهر أن أفضل وقت لذبح الأضحية هو اليوم الأول قبل زوال الشمس، أي قبل دخول وقت الظهر بقليل، مستشهدًا بحديث البراء رضي الله عنه.


الحكمة من الأضحية:

أشار الأزهر إلى أن الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة، وهي تذكرنا بمعاني الإيثار، وشكر الله تعالى على نعمه، والتوسعة على الأهل والأولاد، وإدخال السرور على الأصدقاء والفقراء، بالإضافة إلى طاعة أبينا إبراهيم عليه السلام لربه سبحانه وتعالى, فالأضحية هي استجابة لأمر الله تعالى، وينبغي للمسلم أن يهتم بها ويجتهد في المحافظة عليها.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة