أكد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مصر تُعد من أكبر الدول المستهلكة للحوم الحمراء، مشيرًا إلى أن الدولة تحقق حاليًا اكتفاءً ذاتيًا بنسبة تصل إلى 60%، بينما يتم استيراد الـ40% المتبقية سواء في صورة لحوم مصنّعة أو رؤوس حية بغرض الذبح.
جاء ذلك في تصريحات تليفزيونية أدلى بها الوزير، حيث أشار إلى أن وزارة الزراعة وضعت خطة شاملة لتحسين السلالات المحلية من الماشية، عبر برامج التحسين الوراثي، موضحًا أن مصر تمتلك الآن مزارع عملاقة من سلالة "الهولشتاين" المعروفة بإنتاجيتها العالية من اللحوم والألبان.
وأضاف الوزير أن التلقيح الصناعي يتطلب فترة من ثلاث إلى أربع سنوات حتى تظهر نتائجه بشكل ملموس على الإنتاج، مؤكدًا أن الوزارة ركّزت في الفترة الأخيرة على محافظات الدلتا ووجه بحري، وخاصة الشرقية، مع توجيه اهتمام متزايد حاليًا إلى محافظات الصعيد، التي لم تحظ سابقًا بالتركيز الكافي.
كما أوضح أن الدولة تستورد عجولًا من سلالات محسّنة مثل "السيمينتال" و"الشاروليه" بهدف التربية المحلية وزيادة الإنتاج.
وفيما يتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل، قال فاروق: "من الصعب الوصول إلى 100% اكتفاء ذاتي من اللحوم في ظل ارتفاع معدلات الاستهلاك عن المتوسط العالمي"، مؤكدًا أن طبيعة مصر كدولة غير ممطرة تجعل توفير الأعلاف تحديًا كبيرًا، ما يدفع أحيانًا إلى المقارنة بين جدوى الإنتاج المحلي وتكلفة الاستيراد.
وأشار الوزير إلى أن معدل الزيادة السكانية في مصر يصل إلى نحو 2.5 مليون نسمة سنويًا، بالإضافة إلى ارتفاع متوسط الأعمار وانخفاض معدل الوفيات، لافتًا إلى أن فئة الشباب تمثل نحو 60% من عدد السكان، ما يزيد من حجم الطلب على المنتجات الغذائية، وعلى رأسها اللحوم الحمراء.