مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، لا يتأثر الجسم فقط بالشمس، بل يفقد كمية كبيرة من السوائل والمعادن الحيوية من خلال العرق، مما يجعل تعويضها ضرورة صحية وليس مجرد رفاهية، وبينما يظن البعض أن تقليل شرب الماء قد يخفف العبء عن الجسم، تكشف أحدث التوصيات الطبية أن هذا الاعتقاد قد يكون خطيراً، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة كأمراض القلب، فكم يحتاج الإنسان فعلاً من الماء في الأجواء الحارة؟ وما هي الأخطاء الشائعة في التعامل مع العطش الصيفي؟
وكشفت الدكتورة يوليا غونتشاروفا، أخصائية أمراض القلب ورئيسة قسم التشخيص الوظيفي في مركز بلوخين للأورام في روسيا، أن حاجة الجسم للماء تزداد بشكل واضح خلال الطقس الحار، ويجب على الإنسان البالغ شرب ما بين 1.5 إلى 2 لتر من الماء يومياً لتجنب الجفاف.
وأشارت في حديث لوكالة نوفوستي إلى أن هذه الكمية قد تختلف بالنسبة للمصابين بأمراض القلب، حيث ينصح في حالة قصور القلب بالاكتفاء بـ 1 إلى 1.5 لتر من الماء يوميًا. لكنها أكدت أن الامتناع التام عن شرب الماء أو تقليله بشكل مفرط خوفاً من “إرهاق القلب” هو أمر خاطئ تماماً، بل قد يعرض المريض لمضاعفات خطيرة.

وشددت غونتشاروفا على أهمية شرب المياه المعدنية لتعويض فقدان الجسم لعناصر أساسية كالبوتاسيوم والمغنيسيوم، خاصة مع التعرق الزائد. كما نصحت بإدخال المكسرات، البذور، والخضروات والفواكه ضمن النظام الغذائي الصيفي، نظراً لاحتوائها على نسب جيدة من هذه المعادن التي تحافظ على توازن الجسم.
وأضافت أن مشكلة الجفاف لا تقتصر فقط على الشعور بالعطش، بل قد تؤدي لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم في حال عدم شرب كميات كافية من السوائل، وهو ما قد يعرضهم للدوخة أو الإغماء.
كما أوصت بتجنب الخروج خلال ساعات النهار الحارقة، ويفضل التوجه إلى الخارج في الصباح الباكر أو في المساء لتقليل التعرض للإجهاد الحراري. ومع حرارة الصيف اللاهبة، لا ينبغي انتظار العطش كإشارة للشرب، فالجفاف يبدأ قبل أن يشعر به الإنسان. الاهتمام بشرب كميات كافية من الماء يوميا، إلى جانب تعويض الأملاح المفقودة من خلال النظام الغذائي أو المياه المعدنية، هو خط الدفاع الأول للحفاظ على الصحة، خاصة لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، فالصيف لا يرحم، ولكن الماء يقي.