أكد الدكتور نور أسامة، استشاري تعديل السلوك، أن واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه الأسر مع اقتراب العام الدراسي الجديد هي اضطراب النوم الناتج عن فترة الإجازة الطويلة وما يصاحبها من استرخاء وغياب الروتين. موضحًا: "التحول من أجواء الراحة في الإجازة إلى الانضباط المدرسي المفاجئ يمثل صدمة سلوكية للأطفال والشباب، لذلك لابد أن يتم هذا الانتقال تدريجيًا وبخطوات مدروسة".
وأضاف: "نحن نرتكب خطأ كبيرًا عندما نعتبر الإجازة فترة بلا مسؤوليات أو التزامات، فينشأ الطفل أو الشاب خلال شهور بلا أي شعور بالمسؤولية، ثم نطالبه فجأة بالالتزام الكامل، وهذا بحد ذاته معضلة".
وأوضح أن العودة للروتين لا ينبغي أن تكون مفاجئة، قائلاً: "كما أن الموظف لا يستطيع بعد إجازة طويلة أن يلتزم فجأة بالاستيقاظ المبكر والذهاب للعمل، فإن الطفل أيضًا لا يمكن أن يعتاد بين يوم وليلة على النوم المبكر والدراسة".
وأشار إلى أن القاعدة الأساسية هي البدء في تمهيد الأطفال للمدرسة قبلها بفترة لا تقل عن أسبوعين، وذلك عبر تقليل ساعات السهر تدريجيًا، بمعدل ساعتين أبكر كل مرة، حتى يتم الوصول إلى وقت النوم المطلوب، مع ربط ذلك بالمكافآت والتحفيز بعيدًا عن ذكر المدرسة بشكل مباشر حتى لا يتكون ارتباط سلبي.
وتابع: "من الخطأ أن نقول للطفل (عندك مدرسة لازم تنام بدري)، فهذا يولّد لديه كراهية مرتبطة بالدراسة، الأفضل أن نعرض الأمر وكأنه جزء من الروتين الطبيعي للأسرة، ونمنحه حوافز على التدرج في النوم المبكر".
وأكد الدكتور نور أسامة على أن النوم هو أول معضلة تواجه الأسرة مع بدء الدراسة، وأن نجاح التمهيد لهذه المرحلة يساعد الأطفال على تقبل بقية الالتزامات الدراسية بسهولة، مشددًا على أن البيت كله يجب أن يشارك في هذا الروتين حتى يتحول إلى عادة جماعية مريحة.
