نبات الصبار الالوفيرا هو نبات معمر، عصاري يتحمل الحرارة والجفاف لا يحتوي على ساق حقيقية بارزة، بل تتجمع الأوراق القاعدية فوق بعضها مشكلة وردة نباتية (Rosette)، الجذور ليفية غير عميقة، تساعد في امتصاص الرطوبة السطحية وتثبيت النبات في التربة. الأوراق سميكة، لحمية، خضراء اللون، تميل أحيانًا للرمادي، طولها يصل إلى 40-60 سم، ذات حواف مسننة بأسنان صغيرة بيضاء. تحتوي على طبقات من الهلام (جل الألوفيرا) الغني بالمركبات النشطة.الأزهار تظهر في نورات عنقودية طويلة (raceme)، لون الأزهار أصفر أو برتقالي باهت، على ساق زهرية قد يصل طولها إلى أكثر من 90 سم. الأزهار خنثى وتُلقح بالحشرات الثمار كبسولية، تحتوي على بذور سوداء، ولكن نادرًا ما يُزرع النبات بالبذور، إذ يعتمد في إكثاره على الفِسائل أو الفروع القاعدية.
الصبار الألوفيرا كان معروفًا في مصر القديمة، حيث استخدمه المصريون القدماء منذ أكثر من 6000 عام. وورد ذكره في العديد من الوثائق الطبية الفرعونية مثل: بردية إيبرس الطبية (Ebers Papyrus) (حوالي 1550 قبل الميلاد)، وهي واحدة من أقدم السجلات الطبية، وتذكر استخدامات طبية وتجميلية للألوفيرا.
أطلق عليه الفراعنة اسم "نبتة الخلود" نظرًا لاستخدامه في: تحنيط الموتى وعلاج الحروق والجروح وكذلك في ترطيب البشرة وتجميلها حيث قيل أن الملكات مثل كليوباترا ونفرتيتي استخدمن الألوفيرا في روتين الجمال والعناية بالبشرة.
وفي العصر اليوناني الروماني بمصر وخلال فترة حكم البطالمة والرومان، استمر استخدام الألوفيرا في الطب التقليدي. ومن اشهر الاطباء الطبيب اليوناني ديسقوريدس (Dioscorides) ذكر الألوفيرا في كتابه "De Materia Medica" في القرن الأول الميلادي.
اما في العصور الإسلامية ورد ذكر الألوفيرا في الكتب الطبية العربية مثل كتاب "القانون في الطب" لابن سينا. كما كان يُزرع في الحدائق الطبية الملحقة بالمستشفيات الإسلامية في مصر.
وبالعصر الحديث المعاصرأُعيد الاهتمام بالألوفيرا في مصر كمحصول طبي وتجميلي وخاصة في القرن العشرين حيث بدأ إدخاله في الصناعات الدوائية والتجميلية والزراعة التجارية خصوصًا في الأماكن الصحراوية (مثل واحة سيوة، الفيوم، وبعض مناطق سيناء) حاليًا يُزرع على نطاق محدود نسبيًا، مع وجود توجه متزايد لتوسع زراعته لأغراض تصديرية واستخراج الجل والزيوت.
يتبع نبات الألوفيرا Aloe vera العائلة Asphodelaceae ويُعتقد أن الموطن الأصلي لنبات الألوفيرا هو شبه الجزيرة العربية خاصة جنوب الجزيرة: اليمن وعُمان ومنتشر في شمال إفريقيا بمصر وليبيا وشرق إفريقيا كالصومال وإثيوبيا كما ينتشر في الهند و دول حوض البحر المتوسط وبعض البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية
و نظرًا لتحمله الشديد للجفاف، انتشر الألوفيرا بسهولة في المناخات الصحراوية وشبه الجافة، وأصبح يُزرع اليوم في دول مثل: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، الهند، المكسيك، الصين، الولايات المتحدة (خاصة تكساس وأريزونا)، وأجزاء من أمريكا اللاتينية.
تمثل الاولراق الجزء الاقتصادي المستخدم في الألوفيرا حيث تحتوي الأوراق كاملة علي الهُلام الداخلي (Gel) وهو مادة شفافة داخلية لزجة بعد المعالجة تُستخدم لاستخلاص مركبات متعددة (للمكملات الغذائية أو مستحضرات التجميل الشاملة) ، كما تحتوي الاوراق علي مادة اللاتكس وهي (Latex) مادة صفراء مرة بين القشرة والجل يحتوي على مركبات ملينة (مثل الألوين)، ويُستخدم: في بعض الصناعات الدوائية (بجرعات مقننة) كما ان له تأثير ملين قوي
ومن الخصائص المميزة لنبات الصبار احتوائه على جل شفاف داخل الأوراق يحتوي على أكثر من 75 مركبًا فعالًا وحيويًا التي تُستخدم في الطب، التجميل، والصناعات الدوائية والغذائية. ومن اهم الكرطبات العفالة الأنثراكينونات Anthraquinones أبرزها: ألوين Aloin، إيمودين Emodinكما يحتوي علي الطبقة اللاتكس الصفراء (بين الجِل وقشرة الورقة) وهي يرجع لها التأثير ملين قوي و مضاد للميكروبات و للفيروسات ولكن يجب ان يُستخدم بحذر بسبب تأثيراته الجانبية في الجرعات العالية لان اللاتكس له تأثير سام عند الإفراط، وقد يكون غير آمن إذا لم تتم معالجته جيدًا. كما ان معظم الاستخدامات الحديثة تعتمد على الهُلام النقي، ويُفضل أن يكون خاليًا من اللاتكس، خصوصًا في الاستخدامات التجميلية والغذائية.
كما يحتوي الصبار علي بعض من السكريات المتعددة Polysaccharides أبرزها: أسيتمانان Acemannanوهو توجد في: الهُلام الداخلي (Gel)و يرجع تاثيره في انه محفز للمناعة ومهدئ للالتهابات الجلدية ويساعد في التئام الجروح ويعزز من نمو الخلايا كما يحتوي علي مجموعه من الفيتامينات وتشمل: فيتامين A (بيتا كاروتين) وفيتامين C، E (مضادات أكسدة ومجموعه فيتامين B1, B2, B6, B12 حمض الفوليك
المعادن تحتوي الألوفيرا على الكالسيوم، المغنيسيوم، الزنك، الكروم، السيلينيوم، الحديد، البوتاسيوم، المنغنيز، النحاس وهي تلعب دورًا في دعم عمليات الأيض ومضادات الأكسدة. الإنزيمات Enzymes مثل: أميليز، ليبيز، براديكيناز وهي تساعد في الهضم وتقلل من الالتهابات الجلدية و الأحماض الأمينية حيث تحتوي على 20 حمضًا أمينيًا، منها 7 من الأحماض الأساسية. كما يحتوي علي مركبات اخري فعالة مثل السابونينات وهي لها خصائص مطهرة ومضادة للفطريات والليغنين Lignin: يساعد الجِل على اختراق الجلد بعمق كما يحتوي علي الستيرولات النباتية: مثل لوبيول وبيتا سيتوستيرول لها تأثيرات مضادة للالتهابات والكوليسترول
لا يُستخرج زيت تقطير مباشر من نبات الألوفيرا مثل ما يحدث في النباتات العطرية (كالنعناع أو اللافندر)، لأن الألوفيرا لا يحتوي على زيوت طيارة (Essential oils). ولكن: يُنتج ما يُسمى بـ زيت الألوفيرا (Aloe Vera Oil) بطريقة غير مباشرة. عن طريق نقع أو استخلاص الجِل من أوراق الألوفيرا داخل زيت ناقل (Carrier oil) مثل: زيت جوز الهند او زيت الزيتون او زيت اللوز الحلو او زيت الجوجوبا وذلك لفترة زمنية (تُسخن غالبًا تسخينًا خفيفًا)، ثم يُصفّى الزيت الناتج ليصبح غنيًا بخصائص الألوفيرا.
فتكون مكونات زيت الألوفيرا الناتج يحتوي علي بعض السكريات متعددة التأثير (مثل الأسيتمانان) ومضادات الأكسدة والفيتامينات الذائبة في الدهون (A, E)وخصائص مهدئة ومجددّة للجلد من الجل المذاب في الزيت وبالتالي يصبح زيت الألوفيرا" في الأسواق ليس زيتًا طبيعيًا نقيًا مستخلصًا من النبات بشكل مباشر، بل هو زيت ناقل مشبع بمكونات الألوفيرا. لذلك يُصنف ضمن الزيوت المنقوعة Infused oils وليس الزيوت الأساسية (Essential oils).
و يمكن تحضير زيت الصبار الالوفيرا عن طريق نقع في زيت ثابت (Infusion)هذه الطريقة تستخدم في المنزل أو الصناعات البسيطة لاستخلاص فوائد الجل داخل زيت ناقل كلاتي
oاستخلاص الجل من أوراق الألوفيرا الطازجة مع أزلة القشرة الخارجية برفق. واستخرج الجل الشفاف فقط. ثم غسل الجل جيدًا لإزالة بقايا "اللاتكس الأصفر" (الذي يحتوي على مادة الألوين المهيّجة).
oخلط الجل مع الزيت: حيث يوضع الجل في وعاء زجاجي نظيف. ثم يضاف إليه الزيت الناقل بنسبة (1:2) أو (1:3). كما يمكن خلطهم بالخلاط لدمجهم جيدًا.
oالنقع والتسخين (اختياري): يتم وضَع الوعاء في حمام مائي دافئ لمدة 2–3 ساعات بدرجة حرارة لا تتجاوز 60 مئوية. أو يترك الخليط في الشمس غير المباشرة لمدة 2–3 أيام في إناء زجاجي مغطى.
oالتصفية: يصفي و يرشح الخليط باستخدام شاش أو قطعة قماش ناعمة عدة مرات ثم العصر جيدًا للحصول على أكبر كمية ممكنة من الزيت المنقوع بالمركبات.
oالتخزين: يحفظ الزيت في زجاجة داكنة محكمة الغلق. ويُخزن في مكان بارد وجاف. ويمكن حفظه من 6 شهور إلى سنة حسب نوع الزيت المستخدم. يجب تجنب إدخال الماء أثناء التحضير حتى لا يفسد الزيت. كما يُفضّل إضافة مضاد أكسدة طبيعي مثل فيتامين E لإطالة فترة الحفظ فتكون خصائص زيت الألوفيرا الناتج: زيت ثابت منقوع لونه أصفر باهت إلى أخضر فاتح قوامه خفيف إلى متوسط (حسب الزيت الناقل) يظهر في رائحة الزيت الناقل مع لمسة عشبية خفيفة.
الدكتورة رانيه مرتضى خاطر أستاذ النباتات الطبية و العطرية بمركز بحوث الصحراء