أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن اللغة العربية تمثل ركيزة أساسية في فهم الدين الإسلامي، قائلًا: "اللغة العربية هي القطار الذي يحمل الإسلام، فهي التي تُعيننا على فهم القرآن الكريم فهمًا صحيحًا، وتساعدنا على إدراك السنة النبوية إدراكًا سليمًا، لأن القرآن نزل بلغة العرب، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتحدث بها، وبالتالي من أراد أن يفهم دينه على الوجه الصحيح فلا بد أن يتعلم العربية جيدًا".
وأوضح تمام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن مسألة الحديث بالفصحى أو العامية أمر طبيعي يتأثر بتغيرات الزمن، وأن الأهم هو وضوح المعنى وحسن التواصل بين الناس، مشددًا على أن العامية في ذاتها ليست عيبًا طالما خلت من الألفاظ السوقية أو البذيئة.
وأضاف: "اللغة وسيلة للتواصل، والقاعدة تقول الألفاظ ثياب المعاني، فلا يجوز أن أُخرج معنى شريفًا في ثوب لفظ قبيح بحجة أن هذه لغة العصر أو أن الجميع يتحدث بها".
وأشار أستاذ الفقه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب كل قوم بلهجتهم، وهو ما انعكس على تنوع القراءات القرآنية التي راعت اختلاف لهجات العرب، مما يبرهن على أن الإسلام لم يفرض شكلًا واحدًا للكلام، وإنما اشترط أن يكون في إطار من الاحترام والتقدير.
وتابع: "الحديث النبوي الشريف ينهى المسلم عن الفحش في القول: (ليس المسلم بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)، ومن ثم فلا يجوز للمسلم أن يتلفظ بألفاظ خادشة أو بذيئة مهما كان المبرر. وإذا لم يستطع أن يعبر بكلام طيب، فالأولى له أن يصمت، امتثالًا لقول النبي: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)".
وأكد الدكتور هاني تمام على أن اللغة العربية قادرة على استيعاب كل العصور والمستجدات، فهي لغة واسعة مولدة قادرة على إنتاج مصطلحات جديدة باستمرار، لكن يظل الضابط الأساسي هو أن تكون لغة راقية، تنقل المعنى بوضوح، وتُعبّر عن الاحترام المتبادل بين المتحدثين.