قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن حديث النبي ﷺ “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” هو حديث جامع يدعو للرحمة العامة والشاملة، موضحًا أن قوله “من في الأرض” لفظ عام، يشمل كل من يعيش على وجه الأرض دون استثناء.
وأكد تمام خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن المسلم مطالب بأن يكون رحيمًا بكل الخلق، قائلًا: "سيدنا النبي هنا ما قالكش ارحم الإنسان اللي عايش معاك في الأرض، ولا قال ارحم المسلم، قال: ارحموا من في الأرض، وكلمة (من) تفيد العموم، يعني أي حاجة حضرتك بتتعامل معاها على الأرض أنت ملزم إنك تكون رحيم بيها".
وأوضح أن الرحمة يجب أن تشمل الإنسان المسلم وغير المسلم، الصالح والطالح، وحتى العاصي، قائلًا: "ترحم الحيوان، ترحم النبات، ترحم الجد.. تكون رحيم بكل الخلق، ويترتب على كده: (يرحمكم من في السماء)، سواء ربنا سبحانه وتعالى أو الملائكة تدعو لك".
وأشار أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إلى أن الرحمة شعور يبدأ بالاستشعار، ثم يتحول إلى سلوك عملي، مؤكدًا: "الإنسان يستشعر فيتذوق فيطبق، والتطبيق بيجي من تجلي معنى الرحمة اللي الإنسان بيستشعرها، لكن لو عملت العكس.. أحد العلماء قال: (إن أبعد قلوب الناس عن ربنا الرحيم، قلبٌ قاسٍ)".
وشدد تمام على أن القسوة في القلب دليل على بُعد الإنسان عن الله، قائلًا: "دائمًا الشخص اللي قريب من ربنا تلاقيه رقيق القلب، رحيم بغيره، وحتى لو كان عنده بعض الصفات الشخصية زي التجهم، تلاقيها بنسبة قليلة".
وأضاف: "مستحيل تلاقي شخص قريب من ربنا وقاسي، لأن القرب الحقيقي من الله بيخلّي الإنسان يتحلى بصفات الله على قد ما يقدر، بيشوف ربنا في كل موقف، بيخاف منه، فده بيخليه رقيق القلب".