أكدت الواعظة بالأزهر الشريف، أسماء أحمد، على أهمية خلق التغافل في بناء العلاقات الإنسانية السليمة، مشيرة إلى أن كثيرًا من العلاقات تنقطع بسبب الوقوف عند الأخطاء الصغيرة وعدم القدرة على تجاوزها.
وقالت خلال حلقة برنامج "رقائق"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت: كم مره خسرنا ناس بنحبهم وعزاز علينا بسبب إننا ما بنعديش وما بنفوتش، بنقف لبعض على كل صغيرة وكبيرة، والحقيقة إن الناس اللي بتعمل كده عندها فشل في تكوين العلاقات، ما بيتغافلوش وكأنهم واخدين عهد إنهم يعيدوا تشكيل الشخص اللي قدامهم من جديد، وده بيجعل علاقاتهم ضعيفة وصعبة الاستمرار".
وضربت مثالًا بخلق النبي ﷺ مع أنس بن مالك رضي الله عنه، قائلة: "سيدنا أنس خدم النبي عشر سنين، ومع ذلك لم يقل له النبي قط كلمة تضايقه، ولا عاتبه على أمر لم يفعله.
ومع أنه بالتأكيد وقع في أخطاء وهو طفل صغير، إلا أن النبي كان يتجاوزها ويغض الطرف عنها، وهذا منهج قرآني قائم على معرفة بعض الأخطاء والتغاضي عن بعضها الآخر".
وأضافت أن هناك نوعين من الأخطاء؛ منها ما يجب التوقف عنده لتصحيحه حتى لا يتكرر، ومنها ما هو بسيط يمكن تجاوزه حفاظًا على المودة. وأوضحت أن النبي ﷺ بيّن طبيعة البشر قائلاً: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
وأكدت الواعظة أن منهج التغافل هو سر نجاح العلاقات، قائلة: "أنا شايفة الخطأ، لكن عارفة إنه مش كبير والدنيا ما وقفتش عليه فقررت أعديه كأنه ما حصلش. لو عملنا كده صدقوني هنحافظ على علاقاتنا، سواء بين الأصدقاء أو الأزواج، أما الوقوف على كل صغيرة وكبيرة فلن يؤدي إلا لانقطاع العلاقات."
وشددت أسماء أحمد على أن التغافل عن الزلات أسلوب نبوي يجب أن يسود بين الناس، مؤكدة: "التغافل عن الذلات سر نجاح العلاقات"، داعية الجميع إلى التحلي بهذا الخلق الكريم لنشر المودة والسلام بين أفراد المجتمع.
