حذر خبراء الزراعة من تفاقم مشكلة الإجهاد المائي في المحاصيل الزراعية، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة لا تنتج دائمًا عن نقص المياه، بل غالبًا بسبب سوء إدارة الري.
يحدث الإجهاد المائي عندما تكون كميات المياه المستخدمة في الري غير متناسبة مع احتياجات النبات الفعلية أو عندما تُروى التربة بطرق لا تراعي طبيعتها وعمق جذور النبات، مما يؤدي إلى أضرار فسيولوجية تؤثر على كمية وجودة المحصول.
ويحدث الإجهاد المائي حتى في وجود المياه الكافية، خاصة عند إضافة كميات كبيرة دفعة واحدة، حيث تتجاوز المياه منطقة جذور النبات، فتضيع دون فائدة وتسبب هدرًا في المياه والطاقة المستخدمة في عمليات الري.
ويؤدي الإجهاد المائي إلى إغلاق الثغور الورقية للنبات، مما يقلل من تبخر الماء ولكنه يعيق عملية التمثيل الضوئي ويؤثر سلبًا على نمو النبات وإنتاجيته، وقد ينتج عنه ذبول مؤقت للأوراق، وتساقط الأزهار، وفشل في عقد الثمار، بالإضافة إلى تشققات وتشوهات في الثمار عند الري المفاجئ بعد فترة جفاف.
ويُنصح المزارعون بعدم الاعتماد فقط على زراعة نباتات كشافة لاختبار توفر المياه، لأن جذورها قد تختلف في العمق عن جذور المحصول الأساسي، مما يعطي نتائج غير دقيقة.
كما يُفضل استخدام طريقة بسيطة تتمثل في قطع قطاع طولي في التربة بعد الري لملاحظة مدى انتشار الرطوبة وبلل التربة في منطقة الجذور، مما يساعد على تحسين إدارة الري وتوجيه المياه إلى المناطق التي يحتاجها النبات فعلاً.
ويؤكد الخبراء أن إدارة الري الناجحة تبدأ بفهم خصائص التربة ونوع المحصول، وليس فقط بحساب كميات المياه المتوفرة، حيث يمكن أن تتحول المياه غير المدارة جيدًا إلى سبب للإجهاد بدلاً من أن تكون مصدرًا للراحة للنبات.
ولهذا، فإن مواجهة الإجهاد المائي تتطلب جهودًا متكاملة تشمل الإرشاد الزراعي والتخطيط المحصولي وتوعية المزارعين، بهدف تحسين كفاءة الري دون الحاجة لزيادة كميات المياه المستخدمة.