أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أهمية تربية الأطفال على فهم حدود أجسادهم والقدرة على التعبير عن الرفض دون خوف، مشددًا على أن تمكين الطفل من قول "لا" بصوت واضح خطوة أساسية لحمايته من أي محاولات إيذاء أو استغلال.
وأوضح الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس اليوم الأربعاء، أن الطفل يجب أن يعرف أن في الحياة أشخاصًا غير طيبين، لكن الطيبين أكثر، وأن دور الأسرة هو منعه من الوقوع ضحية لأي ذئب بشري، دون أن يُربّى على الخوف المرضي أو الشعور بأن العالم كله خطر، حتى لا يستسلم للتهديدات أو لمحاولات الابتزاز.
وأشار إلى ضرورة أن يشعر الطفل بأن جسده "أمانة" وأن أسرته ستكون إلى جانبه دائمًا إذا شعر بأي ضيق أو تعرض لأي سلوك غير مقبول، مبينًا أن كثيرًا من الأطفال يخافون من التبليغ لأنهم اعتادوا أن يتم التقليل من شأنهم أو اتهامهم بالمبالغة.
وأكد الورداني أن تجاهل شكاوى الأطفال أو اتهامهم بـ"الخيال الواسع" يعد جريمة مؤسسية حقيقية، وأن الحوار الصريح مع الطفل —بما يناسب سنه— هو مسؤولية تربوية لا يجوز التهاون فيها.
ووجه رسالة واضحة: "نحن لا نولد آباء وأمهات، لكننا نتعلم ونتدرّب، وأهم ما نتعلمه هو كيف نُعلّم أبناءنا أن جسدهم له حرمة وحدود، وأنهم يستحقون الحماية والاحترام دائمًا".



